وكسوة، فلما جاءته قال: الحمد لله إنا نرى تراث محمد يأكله غيرنا. فبلغ ذلك عثمان فقال لابن عامر: قبح الله رأيك! أترسل إلى علي بثلاثة آلاف درهم؟ قال: كرهت أن أغرق ولم أدر ما رأيك. قال: فأغرق. قال فبعث إليه بعشرين ألف درهم وما يتبعها. قال فراح علي إلى المسجد فانتهى إلى حلقته، وهم يتذاكرون صلات بن عامر هذا الحي من قريش، فقال علي: هو سيد فتيان قريش غير مدافع. قال وتكلمت الأنصار فقالوا: أبت الطلقاء إلا عداوة. فبلغ ذلك عثمان فدعا بن عامر فقال: أبا عبد الرحمن قِ عرضك ودار الأنصار فألسنتهم ما قد علمت. قال فأفشى فيهم الصلات والكسى فأثنوا عليه، فقال له عثمان: انصرف إلى عملك. قال فانصرف والناس يقولون قال بن عامر وفعل بن عامر، فقال بن عامر: إذا طابت الكسبة زكت النفقة. فلم تحتمله البصرة فكتب إلى عثمان يستأذنه في الغزو فأذن له، فكتب إلى بن سمرة أن تقدم، فتقدم فافتتح بست وما يليها، ثم مضى إلى كابل وزابلستان فافتتحهما جميعا وبعث بالغنائم إلى بن عامر. قالوا ولم يزل بن عامر ينتقص شيئا من خراسان حتى افتتح هراة وبوشنج وسرخس وأبرشهر والطالقان والفارياب وبلخ، فهذه خراسان التي كانت في زمن بن عامر وعثمان، ولم يزل بن عامر على البصرة، وهو سير عامر بن عبد قيس العنبري من البصرة إلى الشام بأمر عثمان بن عفان، وهو اتخذ السوق للناس بالبصرة، اشترى دورا فهدمها وجعلها سوقا، وهو أول من لبس الخز بالبصرة، لبس جبة دكناء فقال الناس: لبس الأمير جلد دب. ثم لبس جبة حمراء فقالوا: لبس الأمير قميصا أحمر. وهو أول من اتخذ الحياض بعرفة وأجرى إليها العين وسقى الناس الماء فذلك جار إلى اليوم. فلما استعتب عثمان من عماله كان فيما شرطوا عليه أن يقر بن عامر بالبصرة لتحببه إليهم وصلته هذا الحي من قريش. فلما نشب بالناس في أمر عثمان دعا ابن