للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما أنزلت: وأنذر عشيرتك الأقربين؛ صعد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على الصفا فقال: يا معشر قريش! فقالت قريش: محمد على الصفا يهتف، فأقبلوا واجتمعوا فقالوا: مالك يا محمد؟ قال: أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً بسفح هذا الجبل أكنتم تصدقونني؟ قالوا: نعم أنت عندنا غير متهم وما جربنا عليك كذباً قط، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذابٍ شديدٍ يا بني عبد المطلب يا بني عبد منافٍ يا بيني زهرة، حتى عدد الأفخاذ من قريش، إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين وإني لا أملك لكم من الدنيا منفعة ولا من الآخرة نصيباً إلا أن تقولوا لا إله إلا الله، قال: يقول أبو لهب: تباً لك سائر اليوم! ألهذا جمعتنا؟ فأنزل الله تبارك وتعالى: تبت يدا أبي لهبٍ وتب؛ السورة كلها.

أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني ابن موهب عن يعقوب بن عتبة قال: لما أظهر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الإسلام ومن معه وفشا أمره بمكة ودعا بعضهم بعضاً، فكان أبو بكر يدعو ناحية سراً، وكان سعيد ابن زيد مثل ذلك، وكان عثمان مثل ذلك، وكان عمر يدعو علانية، وحمزة بن عبد المطلب، وأبو عبيدة بن الجراح، فغضبت قريش من ذلك، وظهر منهم لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، الحسد والبغي، وأشخص به منهم رجال فبادوه وتستر آخرون وهم على ذلك الرأي إلا أنهم ينزهون أنفسهم عن القيام والإشخاص برسول الله، صلى الله عليه وسلم، وكان أهل العداوة والمباداة لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأصحابه الذين يطلبون الخصومة والجدل: أبو جهل بن هشام، وأبو لهب بن عبد المطلب، والاسود بن عبد يغوث، والحارث بن قيس بن عدي، وهو ابن الغيطلة والغيطلة أمه، والوليد بن المغيرة، وأمية وأبي ابنا خلف، وأبو قيس بن الفاكه

<<  <  ج: ص:  >  >>