للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يكون لي فيه سلطان. قال فكتب إليه محمد بن علي: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد بن علي إلى عبد الملك بن مروان، سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد فقد عرفت رأيي في هذا الأمر قديما، وإني لست أسفهه على أحد، والله لو اجتمعت هذه الأمة علي إلا أهل الزرقاء ما قاتلتهم أبدا ولا اعتزلتهم حتى يجتمعوا. نزلت مكة فرارا مما كان بالمدينة فجاورت بن الزبير فأساء جواري وأراد مني أن أبايعه فأبيت ذلك حتى يجتمع الناس عليك أو عليه، ثم أدخل فيما دخل فيه الناس فأكون كرجل منهم، ثم كتبت إلي تدعوني إلى ما قبلك فأقبلت سائرا فنزلت في طرف من أطرافك، والله ما عندي خلاف ومعي أصحابي فقلنا بلاد رخيصة الأسعار وندنو من جوارك ونتعرض صلتك. فكتبت بما كتبت به ونحن منصرفون عنك إن شاء الله.

أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا أبو عوانة عن أبي حمزة قال: كنت مع محمد بن علي فسرنا من الطائف إلى أيلة بعد موت بن عباس بزيادة على أربعين ليلة. قال وكان عبد الملك قد كتب لمحمد عهدا على أن يدخل في أرضه هو وأصحابه حتى يصطلح الناس على رجل، فإذا اصطلحوا على رجل بعهد من الله وميثاق كتبه عبد الملك. فلما قدم محمد الشام بعث إليه عبد الملك: إما أن تبايعني وإما أن تخرج من أرضي. ونحن يومئذ معه سبعة آلاف. فبعث إليه محمد بن علي: على أن تؤمن أصحابي، ففعل، فقام محمد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: الله ولي الأمور كله وحاكمها، ما شاء الله كان وما لا يشاء لم يكن، كل ما هو آت قريب، عجلتم بالأمر قبل نزوله، والذي نفسي بيده إن في أصلابكم لمن يقاتل مع آل محمد ما يخفى على أهل الشرك أمر آل محمد وأمر آل محمد مستأخر. والذي نفس محمد بيده ليعودن فيكم كما بدأ. الحمد لله الذي حقن دماءكم وأحرز دينكم! من أحب منكم أن يأتي مأمنه إلى بلده آمنا محفوظا فليفعل. فبقي

<<  <  ج: ص:  >  >>