عبيد الله بن علي بن أبي طالب في أخواله وسار خاله نعيم بن مسعود مع مصعب. فلما فصل مصعب من البصرة جاءت بنو سعد بن زيد مناة بن تميم إلى عبيد الله بن علي فقالوا: نحن أيضا أخوالك ولنا فيك نصيب فتحول إلينا فإنا نحب كرامتك. قال: نعم. فتحول إليهم فأنزلوه وسطهم وبايعوا له بالخلافة وهو كاره يقول: يا قوم لا تعجلوا ولا تفعلوا هذا الأمر. فأبوا فبلغ ذلك مصعبا فكتب إلى عبيد الله بن عمر بن عبيد الله بن معمر بعجزه ويخبره غفلته عن عبيد الله بن علي وعما أحدثوا من البيعة له، ثم دعا مصعب خاله نعيم بن مسعود فقال: لقد كنت مكرما لك محسنا فيما بين وبينك فما حملك على ما فعلت في بن أختك وتخلفه بالبصرة يؤلب الناس ويخدعهم؟ فحلف بالله ما فعل وما علم من قصته هذه بحرف واحد. فقبل منه مصعب وصدقه، وقال مصعب: قد كتبت إلى عبيد الله ألومه في غفلته عن هذا. فقال نعيم بن مسعود: فلا يهيجه أحد أنا أكفيك أمره وأقدم به عليك. فسار نعيم حتى أتى البصرة فاجتمعت بنو حنظلة وبنو عمرو بن تميم فسار بهم حتى أتى بني سعد فقال: والله ما كان لكم في هذا الأمر الذي صنعتم خير وما أردتم إلا هلاك تميم كلها فادفعوا إلي بن أختي. فتلاوموا ساعة ثم دفعوه إليه فخرج حتى قدم به على مصعب فقال: يا أخي ما حملك على الذي صنعت؟ فحلف عبيد الله بالله ما أراد ذلك ولا كان له به علم حتى فعلوه، ولقد كرهت ذلك وأبيته. فصدقه مصعب وقبل منه. وأمر مصعب بن الزبير صاحب مقدمته عبادا الحبطي أن يسير إلى جمع المختار فسار فتقدم وتقدم معه عبيد الله بن علي بن أبي طالب فنزلوا المذار، وتقدم جيش المختار فنزلوا بإزائهم فبيتهم أصحاب مصعب بن الزبير فقتلوا ذلك الجيش فلم يفلت منهم إلا الشريد. وقتل عبيد الله بن علي بن أبي طال تلك الليلة.