أنهم لا يزيدونني على الضرب ما لبست لهم التبان، إنما تخوفت أن يقتلوني فقلت: تبان أستر من غيره.
قال محمد بن عمر: معنى هذا الحديث أنه ضرب في خلافة عبد الملك بن مروان.
قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: حدثنا سفيان عن رجل من آل عمر قال: قيل لسعيد بن المسيب ادع على بني أمية، فقال: اللهم أعز دينك وأظهر أولياءك وأخز أعداءك في عافية لأمة محمد، صلى الله عليه وسلم.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: أخبرنا علي بن زيد قال: قلت لسعيد بن المسيب يزعم قومك أن ما منعك من الحج أنك جعلت لله عليك إذا رأيت الكعبة أن تدعو الله على بن مروان. قال: ما فعلت وما أصلي صلاة إلا دعوت الله عليهم، وإني قد حججت واعتمرت بضعا وعشرين سنة، وإنما كتبت علي حجة واحدة وعمرة، وإني أرى ناسا من قومك يستدينون فيحجون ويعتمرون ثم يموتون ولا يقضى عنهم، ولجمعة أحب إلي من حج أو عمرة تطوعا.
قال علي: فأخبرت بذلك الحسن فقال: ما قال شيئا، لو كان كما قال ما حج أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولا اعتمروا.
قال: أخبرنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم النبيل عن أبي يونس القزي قال: دخلت مسجد المدينة فإذا سعيد جالس وحده فقلت: ما شأنه؟ قال: نهي أن يجالسه أحد.
قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا سلام بن مسكين قال: حدثنا عمران قال: كان لسعيد بن المسيب في بيت المال بضعة وثلاثون ألفا عطاءه، فكان يدعى إليها فيأبى ويقول: لا حاجة لي فيها حتى يحكم الله بيني وبين بني مروان.