للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسناد، فأقام بالطائف عشرة أيام لا يدع أحداً من أشرافهم إلا جاءه وكلمه، فلم يجيبوه وخافوا على أحداثهم فقالوا: يا محمد أخرج من بلدنا والحق بمجابك من الأرض، وأغروا به سفهاءهم، فجعلوا يرمونه بالحجارة حتى أن رجلي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لتدميان وزيد بن حارثة يقيه بنفسه، حتى لقد شج في رأسه شجاج، فانصرف رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من الطائف راجعاً إلى مكة وهو محزون لم يستجب له رجل واحد ولا امرأة، فلما نزل نخلة قام يصلي من الليل فصرف إليه نفر من الجن، سبعة من أهل نصيبين، فاستمعوا عليه وهو يقرأ سورة الجن ولم يشعر بهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حتى نزلت عليه: وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن؛ فهم هؤلاء الذين كانوا صرفوا إليه بنخلة، وأقام بنخلة أياماً، فقال له زيد بن حارثة: كيف تدخل عليهم، يعني قريشاً، وهم أخرجوك؟ فقال: يا زيد إن الله جاعل لما ترى فرجاً ومخرجاً وان الله ناصر دينه ومظهر نبيه، ثم انتهى إلى حراء، فأرسل رجلاً من خزاعة إلى مطعم بن عدي: أدخل في جوارك؟ فقال: نعم، ودعا بنيه وقومه فقال: تلبسوا السلاح وكونوا عند أركان البيت فإني قد أجرت محمداً، فدخل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ومعه زيد بن حارثة حتى انتهى إلى المسجد الحرام، فقام مطعم بن عدي على راحلته فنادى: يا معشر قريش إني قد أجرت محمداً فلا يهجه أحد منكم، فانتهى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إلى الركن فاستلمه وصلى ركعتين وانصرف إلى بيته، ومطعم بن عدي وولده مطيفون به.

<<  <  ج: ص:  >  >>