يقال له راهب قريش لكثرة صلاته ولفضله، وكان قد ذهب بصره وليس له اسم، كنيته اسمه، واستصغر يوم الجمل فرد هو وعروة بن الزبير. وقد روى أبو بكر عن أبي مسعود الأنصاري وعائشة وأم سلمة وكان ثقة فقيها كثير الحديث عالما عاقلا عاليا سخيا.
قال: أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة عن هشام بن عروة قال: رأيت على أبي بكر بن عبد الرحمن كساء خز.
قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: حدثنا محمد بن هلال أنه رأى أبا بكر بن عبد الرحمن لا يحفي شاربه جدا، يأخذ منه أخذا حسنا.
قال: أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي قال: حدثنا عبد الله بن جعفر عن عثمان بن محمد أن عروة استودع أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام مالا من مال بني مصعب، قال فأصيب ذلك المال عند أبي بكر أو بعضه، قال فأرسل إليه عروة أن لا ضمان عليك إنما أنت مؤتمن. فقال أبو بكر: قد علمت أن لا ضمان علي ولكن لم تكن لتحدث قريشا أن أمانتي خربت. قال فباع مالا له فقضاه.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة قال: دخل أبو بكر بن عبد الرحمن مغتسله فمات فيه فجأة.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن جعفر قال: صلى أبو بكر بن عبد الرحمن العصر فدخل مغتسله فسقط فجعل يقول: والله ما أحدثت في صدر نهاري هذا شيئا. قال: فما علمت غربت الشمس حتى مات وذلك سنة أربع وتسعين بالمدينة.
قال محمد بن عمر: وكان يقال لهذه السنة سنة الفقهاء لكثرة من مات منهم فيها.
قال محمد بن عمر: وكان عبد الملك بن مروان مكرما لأبي بكر مجلا له وأوصى الوليد وسليمان بإكرامه، وقال عبد الملك: إني لأهُم