عليه فلم يزل يحرك كتفيه حتى ألقى عنه الطيلسان، وغضب محمد بن يوسف فقال له وهب: والله إن كنت لغنيا أن تغضبه علينا، لو أخذت الطيلسان فبعته وأعطيت ثمنه المساكين. فقال: نعم لولا أن يقال من بعدي أخذه طاوس، فلا يصنع فيه ما أصنع، إذا لفعلت.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا إبراهيم بن نافع عن عمران بن عثمان أن عطاء كان يقول ما يقول طاوس في ذلك فقلت: يا أبا محمد ممن تأخذه؟ قال: من الثقة طاوس.
قال: أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال: حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر قال: قال طاوس لفتية من قريش يطوفون بالكعبة إنكم تلبسون لبوسا ما كان آباؤكم يلبسونها وتمشون مشية ما يحسن الزفافون أن يمشوها.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا مسعر عن عبد الملك قال: كان طاوس يجيء قارنا فلا يأتي مكة حتى يذهب إلى عرفات.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن حميد بن طرخان عن عبد الله بن طاوس قال: كان سيرنا إلى مكة مع أبي شهرا فإذا رجعنا سار بنا شهرين، فقلنا له، فقال: بلغني أن الرجل لا يزال في سبيل الله حتى يأتي بيته.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدثنا ليث قال: رأيت طاوسا في مرضه الذي مات فيه يصلي على فراشه قائما ويسجد عليه.
قال: أخبرنا محمد بن عمر عن سيف بن سليمان قال: مات طاوس بمكة قبل يوم التروية بيوم، وكان هشام بن عبد الملك قد حج تلك السنة وهو خليفة سنة ست ومائة فصلى على طاوس وكان له يوم مات بضع وتسعون سنة.