سفره وأخرج ثيابا حسانا فلبسها، وكان رجلا دميما. فلما جاء نظر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إلى رجل دميم. فقال عبد الله: يا رسول الله إنه لا يستقى في مسوك الرجال إنما يحتاج من الرجل إلى أصغريه لسانه وقلبه. فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: فيك خصلتان يحبهما الله. فقال عبد الله: وما هما يا رسول الله؟ قال: الحلم والأناة. فقال عبد الله: يا رسول الله أشيء حدث أم جبلت عليه؟ قال: بل جبلت عليه.
قال محمد بن عمر، وقال غير عبد الحميد بن جعفر في هذا الحديث: فكانت ضيافة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، تجري على وفد عبد القيس عشرة أيام، وكان عبد الله الأشج يسائل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عن الفقه والقرآن، فكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يدنيه منه إذا جلس، وكان يأتي أبي بن كعب فيقرأ عليه، وأمر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، للوفد بجوائز وفضل عليهم عبد الله الأشج فأعطاه اثنتي عشرة أوقية ونشا، وكان ذلك أكثر ما كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يجيز به الوفد.
قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن يونس قال: زعم عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: قال أشج بني عصر: قال لي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إن فيك خلقين يحبهما الله، قال قلت: وما هما؟ قال: الحلم والحياء. قلت: أقديما أم حديثا؟ فقال: بل قديما. قلت: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله.
قال: وبلغني أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال لأشج عبد القيس: إن فيك لخلقين يحبهما الله، قال: وما هما يا رسول الله؟ قال: الحلم والحياء، قال: أشيء استفدته في الإسلام أو جبلت عليه؟ فقال: بل جبلت عليه. قال: الحمد لله الذي جبلني على ما يحب.
قال: وأما هشام بن محمد بن السائب الكلبي فذكر عن أبيه أن أشج