للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجارود، ثم غدا عليه من الغد فقال: أقم الحد على هذا. فقال عمر: ما أراك إلا خصما وما يشهد عليه إلا رجل واحد، أما والله لتملكن لسانك أو لأسوءنك. فقال الجارود: أما والله ما ذاك بالحق أن يشرب بن عمك وتسوءني. فوزعه عمر.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن جعفر عن عثمان بن محمد عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع قال: لما قدم الجارود العبدي لقيه عبد الله بن عمر فقال: والله ليجلدنك أمير المؤمنين. فقال الجارود: يجلد والله خالك أو يأثم أبوك بربه، إياي تكسر بهذا يا عبد الله بن عمر؟ ثم جاء الجارود فدخل على عمر فقال: أقم على هذا كتاب الله، فانتهره عمر وقال: والله لولا الله لفعلت بك وفعلت. فقال الجارود: والله لولا الله ما هممت بذلك. فقال عمر: صدقت، والله إنك لمتنحي الدار، كثير العشيرة. قال ثم دعا عمر بقدامة فجلده.

قال محمد بن سعد، وقال علي بن محمد: فكان الجارود يقول: لا أزال أتهيب الشهادة على قرشي بعد عمر. قال ووجه الحكم بن أبي العاص الجارود على القتال يوم سهرك فقتل في عقبة الطين شهيدا سنة عشرين، ويقال لها عقبة الجارود. وكان الجارود يكنى أبا غياث، ويقال بل كان يكنى أبا المنذر، وكان له من الولد المنذر وحبيب وغياث وأمهم أمامة بنت النعمان من الخصفات من جذيمة، وعبد الله وسلم وأمهما ابنة الجد أحد بني عائش من عبد القيس، ومسلم والحكم لا عقب له قتل بسجستان. وكان ولده أشرافا، كان المنذر بن الجارود سيدا جوادا ولاه علي بن أبي طالب إصطخر فلم يأته أحد إلا وصله، ثم ولاه عبيد الله بن زياد ثغر الهند فمات هناك سنة أحدى وستين أو أول سنة اثنتين وستين، وهو يومئذ بن ستين سنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>