للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب من السماء وأنتم تنظرون، ثم نزل منه ملاك حتى إذا كان بين الصفين قال: يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما. أكان ذلك حاجزا بعضكم عن بعض؟ قالوا: نعم. قال: فوالله لقد فتح الله لها بابا من السماء، ولقد نزل بها ملك كريم على لسان نبيكم، صلى الله عليه وسلم، وإنها لمحكمة في المصاحف ما نسخها شيء.

قال: أخبرنا عبد الله بن إدريس قال: سمعت مطرفا يذكر عن عامر قال: قال لي مسروق: أرأيت لو أن صفين من المؤمنين اصطفا للقتال ففرج من السماء ملك فنادى: يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما، أتراهم كانوا ينتهون؟ قال قلت: نعم إلا أن يكونوا حجارة صما. قال: فقد نزل به صفيه من أهل السماء على صفيه من أهل الأرض فلم ينتهوا، ولأن يؤمنوا به غيبا خير من أن يؤمنوا به معاينة.

قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن عاصم قال: ذكر أن مسروق بن الأجدع أتى صفين فوقف بين الصفين ثم قال: يا أيها الناس أنصتوا. ثم قال: أرأيتم لو أن مناديا ناداكم من السماء فسمعتم كلامه ورأيتموه فقال: إن الله ينهاكم عما أنتم فيه، أكنتم مطيعيه؟ قالوا: نعم. قال: فوالله لقد نزل بذلك جبرائيل على محمد، صلى الله عليه وسلم، فما زال يأتي من هذا. ثم تلا: يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما. ثم انساب في الناس فذهب.

<<  <  ج: ص:  >  >>