ثم دفعه إلى أخيه فقرأه مثل قراءته، إلا أني رأيت أخاه أرق منه، فقال: دعني يومي هذا وارجع الي غداً؛ فلما كان الغد رجعت إليه، قال: إني فكرت فيما دعوتني إليه، فإذا أنا أضعف العرب إذا ملكت رجلاً ما في يدي، قلت: فإني خارج غداً، فلما أيقن بمخرجي أصبح فأرسل إلي، فدخلت عليه فأجاب إلى الإسلام هو وأخوه جميعاً وصدقا بالنبي، صلى الله عليه وسلم، وخليا بيني وبين الصدقة وبين الحكم فيما بينهم، وكانا لي عوناً على من خالفني، فأخذت الصدقة من أغنيائهم فرددتها في فقرائهم، فلم أزل مقيماً فيهم حتى بلغنا وفاة رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
قالوا: وبعث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، منصرفه من الجعرانة العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوي العبدي وهو بالبحرين يدعوه إلى الإسلام وكتب إليه كتاباً، فكتب إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بإسلامه وتصديقه، وإني قد قرأت كتابك على أهل هجر فمنهم من أحب الإسلام وأعجبه ودخل فيه، ومنهم من كرهه، وبأرضي مجوس ويهود فأحدث إلي في ذلك أمرك؛ فكتب إليه رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إنك مهما تصلح فلن نعزلك عن عملك، ومن أقام على يهودية أو مجوسيةٍ فعليه الجزية؛ وكتب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إلى مجوس هجر يعرض عليهم الإسلام، فإن أبوا أخذت منهم الجزية، وبأن لا تنكح نساؤهم ولا تؤكل ذبائحهم، وكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بعث أبا هريرة مع العلاء بن الحضرمي وأوصاه به خيراً.
وكتب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، للعلاء فرائض الإبل والبقر والغنم والثمار والأموال، فقرأ كتابه على الناس وأخذ صدقاتهم.
قال: أخبرنا الهيثم بن عدي الطائي قال: أنبأنا مجالد بن سعيد وزكرياء بن أبي زائدة عن الشعبي قال: كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يكتب كما تكتب قريش باسمك اللهم، حتى نزلت عليه: اركبوا