يهود بمقنا وإلى أهل مقنا، ومقنا قريب من أيلة: أما بعد فقد نزل علي أيتكم راجعين إلى قريتكم فإذا جاءكم كتابي هذا فإنكم آمنون لكم ذمة الله وذمة رسوله وان رسول الله غافر لكم سيئاتكم وكل ذنوبكم وان لكم ذمة الله وذمة رسوله لا ظلم عليكم ولا عدًى وان رسول الله جاركم مما منع منه نفسه فإن لرسول الله بزكم وكل رقيقٍ فيكم والكراع والحلقة إلا ما عفا عنه رسول الله أو رسول رسول الله وان عليكم بعد ذلك ربع ما أخرجت نخلكم وربع ما صادت عروككم وربع ما اغتزل نساؤكم وانكم برئتم بعد من كل جزيةٍ أو سخرةٍ فإن سمعتم وأطعتم فإن على رسول الله أن يكرم كريمكم ويعفو عن مسيئكم. أما بعد فإلى المؤمنين والمسلمين من أطلع أهل مقنا بخير فهو خير له ومن أطلعهم بشرٍ فهو شر له وأن ليس عليكم أمير إلا من أنفسكم أو من أهل رسول الله والسلام. أما قوله أيتكم يعني رسلهم، ولرسول الله بزكم يعني بزهم الذي يصالحون عليه في صلحهم ورقيقهم، والحلقة ما جمعت الدار من سلاح أو مال، وأما عروككم، فالعروك خشب تلقى في البحر يركبون عليها فيلقون شباكهم يصيدون السمك.
قالوا: وكتب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إلى يحنة بن روبة وسروات أهل أيلة: سلم أنتم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو فإني لم أكن لأقاتلكم حتى أكتب إليكم فأسلم أو أعط الجزية وأطع الله ورسوله ورسل رسوله وأكرمهم وأكسهم كسوةً حسنة غير كسوة الغزاء. واكس زيداً كسوةً حسنةً فمهما رضيت رسلي فإني قد رضيت وقد علم الجزية، فإن أردتم أن يأمن البر والبحر فأطع الله ورسوله ويمنع عنكم