من هذا الضريح، ادفني في لحد، فإذا حملتني الرجال على عواتقها فلا ألفينك تمشي بي مشي العروس، مشيا بين المشيين دون الخبب وفوق الخطى، فإن وجدت لبنا فلبن وإلا فمن خشاش الأرض، فإذا وضعتني في لحدي فسويت علي اللبن فارفع لبنة من عند رأس أخيك ثم انظر إلى مضجعه، ثم شن شأنك؛ فإذا دفنتني ونفضت الرجال أيديها عني فقم عند رأس قبري واستقبل القبلة، ثم ناد ثلاثة أصوات تسمع أصحابك: اللهم إنك قد أجلست الضحاك في قبره تسائله عن ربه وعن دينه وعن نبيه، صلى الله عليه وسلم، فثبته بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ثم انصرف.
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: سمعت أبا بكر بن عياش عن الأجلح قال: قال: لي الضحاك بن مزاحم: اعمل قبل أن لا يستطيع أن تعمل.
قال الأجلح: ويكون هذا؟ قال: فأنا أريد أن أعمل اليوم فما أستطيع.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا عبيد بن طفيل قال: قال: الضحاك عند موته لأخيه: لا يصلين علي غيرك، ولا تدعن الأمير يصلي علي، واذكر مني ما علمت.
قال: أخبرنا عمر بن سعد أبو داود الحفري عن سفيان عن أبي فروة عن بديل قال: أوصانا الضحاك ألا تبطحوني على وجهي ولا تمسحوا بطني واغسلوني من وراء الثوب، أو قال القميص. قالوا وكان الضحاك قد أتى خراسان فأقام بها وسمعوا منه، ومات سنة خمس ومائة.