للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أني قد أسلمت بعدك؟ قال: فلما سمع أصوات الناس وهم يرفعون بها قال: عليك الحلق الأشد فإن الخير ليس بالصوت الأشد، يعني بالأشد الشداد.

قال: أخبرنا عفان بن مسلم وعمرو بن عاصم قالا: حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال: كان أبو رفاعة العدوي يقول: ما عزبت عني سورة البقرة منذ علمنيها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أخذت معها ما أخذت معها من القرآن وما وجعت ظهري من قيام الليل قط.

قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال: قال رجل: رأيت في النوم قيل لي: قم فقد قام مطيق، فقمت فسمعت فإذا صوت أبي رفاعة يصلي من الليل.

قال: أخبرنا عمرو بن عاصم قال: حدثنا سليمان بن المغيرة قال: سمعت حميد بن هلال قال: كان أبو رفاعة إذا صلى ففرغ من صلاته ودعائه كان آخر ما يدعو به يقول اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي فإذا كانت الوفاة فوفني وفاة طاهرة طيبة يغبطني بها من سمع بها من إخواني المسلمين من عفتها وطهارتها وطيبها، واجعل وفاتي قتلا في سبيلك واخدعني عن نفسي، قال: فخرج في جيش عليهم عبد الرحمن بن سمرة قال: فخرجت من ذلك الجيش سرية عامتهم من بني حنيفة، قال: فقال إني لمنطلق مع هذه السرية، قال: فقال أبو قتادة العدوي: ليس هاهنا أحد من بني أخيك وليس في رحلك أحد، قال: فقال: إن هذا لشيء لي عليه عزم، إني لمنطلق، فانطلق معهم فأطافت السرية بقلعة أو بقصر فيه العدو ليلا، وبات يصلي حتى إذا كان آخر الليل توسد ترسه فنام وأصبح أصحابه ينظرون من أين مقابلتها من أين يأتونها، ونسوه نائما حيث كان، قال: فبصر به العدو فأنزلوا إليه ثلاثة أعلاج منهم فأتوه وانه لنائم فأخذوا سيفه فذبحوه، فقال: أصحابه أبو رفاعة نسيناه حيث كنا، قال: فرجعوا إليه فوجدوا الأعلاج يريدون أن يسلبوه فأرحلوهم عنه فأجتروه. فقال عبد

<<  <  ج: ص:  >  >>