لوجه الله، قالوا: ياعامر والله لو شئت أن يعتق بها كذا وكذا لأعتقت، قال: أنا أحاسب ربي.
قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم العبدي قال: حدثنا أسود بن سالم قال: حدثنا حماد بن زيد عن سعيد الجريري أن رجلا رأى النبي، صلى الله عليه وسلم، في المنام فقال: استغفر لي، فقال: يستغفر لك عامر، قال: فأتيت عامرا فحدثته، قال: فبكى حتى سمعت نشيجه.
قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم العبدي عن عبيد الله بن ثور قال: حدثني سعيد بن زيد عن سعيد الجريري عن مضارب بن حزن التميمي قال: قلنا لمعاوية: كيف وجدتم من أوفدنا إليكم من قرائنا؟ قال: يثنون ويتقفعون، يدخلون بالكذب ويخرجون بالغش، غير رجل واحد فإنه رجل نفسه، قلنا: من هو يا أمير المؤمنين؟ قال: عامر بن عبد قيس.
قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا سهل بن محمود قال: حدثنا سفيان عن أبي موسى قال: لما أراد عامر الخروج أتى مطرفا ليسلم عليه فدق الباب، فقال مطرف للخادم: انظري من هذا! فقالت: عامر، فخرج إليه فسلم عليه ثم انصرف، فلما مضى من الليل ما مضى رجع فدق الباب، فقال مطرف لخادمه: انظري من هذا! قالت: عامر، فخرج إليه فقال: ما ردك بأبي أنت وأمي، قال: والله ما ردني إلا حبك، فسلم عليه وودعه ثم ذهب، فلما مضى من الليل ما مضى رجع فدق الباب، فقال مطرف لخادمه: انظري من هذا! قالت: من هذا؟ قال: عامر، فخرج إليه مطرف فقال له مثل قوله، حتى فعل ذلك ثلاث مرات.
قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا بشير بن عمر الزهراني قال: حدثنا همام عن قتادة أن عامر بن عبد الله لما حضر جعل يبكي فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: ما أبكي جزعا من الموت ولا حرصا على الدنيا، ولكن أبكي على ضمإ الهواجر وعلى قيام ليل الشتاء.