الحسن قال: كان الرجل إذا كانت له حاجة والإمام يخطب قام فأمسك بأنفه فأشار إليه الإمام أن يخرج، قال: فكان رجل قد أراد الرجوع إلى أهله فقام إلى هرم بن حيان وهو يخطب فأخذ بأنفه فأشار إليه هرم أن يذهب، فخرج إلى أهله فأقام فيهم، ثم قدم فقال له هرم: أين كنت؟ فقال: في أهلي، فقال: أباذن ذهبت؟ قال: نعم، قمت إليك وأنت تخطب فأخذت بأنفي فأشرت إلي أن اذهب، قال: فاتخذت هذا دغلا أو كلمة نحوها، ثم قال: اللهم أخر رجال السوء لزمان السوء، قال: وكان هرم يقول: اللهم إني أعوذ بك من زمان يمرد فيه صغيرهم، ويأمل فيه كبيرهم، وتقترب فيه آجالهم.
قال: أخبرنا أبو عبد الله العبدي قال: حدثني سهل بن محمود قال: حدثنا عبد العزيز العمي عن أبي عمران الجوني عن هرم بن حيان أنه قال: إياكم والعالم الفاسق، فبلغ عمر بن الخطاب فأشفق منها ما العالم الفاسق، فكتب إليه هرم بن حيان: والله يا أمير المؤمنين ما أردت به إلا الخير، يكون إمام يتكلم بالعلم ويعمل بالفسق فيشبه على الناس فيضلوا.
قال: أخبرنا أبو عبد الله العبدي قال: حدثنا سيار عن جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار قال: استعمل هرم بن حيان، قال: فظن أن قومه سيأتونه فأمر بنار فأوقدت بينه وبين من يأتيه من القوم، فجاء قومه فسلموا عليه من بعيد فقال: مرحبا بقومي، ادنوا، فقالوا: والله ما نستطيع أن ندنو منك، لقد حالت النار بيننا وبينك، قال: فأنتم تريدون أن تلقوني في نار أعظم منها في جهنم، قال: فرجعوا.
قال: أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق عن مخلد بن حسين قال: سمعت هشاما يذكر عن الحسن قال: مات هرم بن حيان في غزاة له في يوم صائف، فلما فرغ من دفنه جاءت سحابة فرشت القبر حتى تروى لا تجاوز القبر منها قطرة واحدة، ثم عادت عودها على بدئها.