قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن أنس بن سيرين قال: لم يبلغ محمدا قط أحدهما أشد من الآخر إلا أخذ بأشدهما، قال: وكان لا يرى بالآخر بأسا وكان قد طوق لذلك.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل وعفان قالا: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال: قال أبو قلابة: وأينا يطيق ما يطيق محمد؟ محمد يركب مثل حد السنان.
قال: أخبرنا بكار بن محمد قال: حدثنا بن عون قال: كان محمد يركب مثل حد السيف.
قال: أخبرنا بكار بن محمد قال: حدثني أبي أن بن سيرين اشترى هذه الأرض التي برستاق جرجرايا وصارت في يدي محمد وفي يدي أخيه يحيى فأخذ بخراجها، وكان فيها كرم فأرادوا يعصرونه فقال محمد: لا تعصروه بيعوه رطبا، قالوا: لا ينفق عنا، قال: فاجعلوه زبيبا، قالوا: لا يجيء منه الزبيب، فضرب الكرم وألقاه في الماء وانحدر.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثنا هشام بن حسان قال: حدثتني حفصة بنت سيرين قالت: كانت أم محمد امرأة حجازية، وكان يعجبها الصبغ، وكان محمد إذا اشترى لها ثوبا اشترى ألين ما يجد لا ينظر في بقائه فإذا كان كل يوم عيد صبغ لها ثيابها، قالت: وما رأيته رافعا صوته عليها قط وكان إذا كلمها كلمها كالمصغي إليها بالشيء.
قال: أخبرنا بكار بن محمد قال: حدثنا بن عون أن محمدا كان إذا كان عند أمه لو رآه رجل لا يعرفه ظن أن به مرضا من خفضة كلامه عندها، قال: سألت محمد بن عبد الله الأنصاري عن سبب الدين الذي ركب محمد بن سيرين حين حبس له قال: كان اشترى طعاما بأربعين ألف درهم فأخبر عن أصل الطعام بشيء كرهه فتركه أو تصدق به وبقي المال عليه، فحبس به حبسته امرأة، وكان الذي حبسه مالك بن المنذر.