ولم تكن سبتية، وكانت أردية بن عون مفتولة وكانت ثياب بن عون تمس ظهر قدمه.
أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن قال: رأيت بعض أسنان عبد الله بن عون مشدودة بالذهب.
أخبرنا بكار بن محمد قال: كان بن عون يتمنى أن يرى النبي، صلى الله عليه وسلم، فلم يره إلا قبل وفاته بيسير فسر بذلك سرورا شديدا فنزل من درجته إلى مسجد كان في الدار، قال: فسقط فأصيب في رجله فلم يعالجها حتى مات، وكفن في برد شراه مائتي درهم فما كسنا بنوه وقالوا: لا نشتري إلا بدون ذلك، فقالت عمتي، وكانت امرأته: احسبوا الباقي علي.
قال: وحضرت وفاة بن عون فكان موجها حتى قبض يذكر الله حتى غرغر بالموت، قال: وقالت لي عمتي أم محمد بنت عبد الله بن محمد بن سيرين: اقرأ عند بن عون سورة يس، فقرأتها، قال: وما رأيت أحدا كان أشد عقلا عند الموت من ابن عون، وما كان يزيد أن يقول بالثوب هكذا يرفعه عن بطنه. ومات في السحر فما قدرنا أن نصلي عليه حتى وضعناه في محراب المصلى، غلبنا عليه النعاس.
أخبرنا بكار بن محمد قال: مات بن عون وعليه من الدين بضعة عشر ألفا وأوصى بخمس ماله بعد دينه إلى أبي في قرابته المحتاجين وغير المحتاجين.
قال: وكان بن عون في مرضه أصبر من أسد أي ما رأيته يشكو شيئا من علته حتى مات ولم يخلف درهما ولا دينارا وإنما خلف دارا في العطارين وداره التي كان يسكنها في سكة المربد.
قال: ومات، رحمه الله، في رجب سنة إحدى وخمسين ومائة في خلافة أبي جعفر، وصلى عليه جميل بن محفوظ الأزدي صاحب شرطة عقبة بن سلم.