قلت لأبي: ممن أنت؟ فقال: كان أبي مكاتبا لبني نصر بن معاوية فعتق، وكنت مملوكا لامرأة من الأزد من ثمالة يقال: لها أم نمر فأعتقتني فلم أزل بالكوفة حتى كان هيج الجماجم فتحولت إلى الجزيرة، قال الهيثم: وكان أول أمر الجماجم في سنة ثمانين وكانت وقعة دجيل في آخر سنة إحدى وثمانين، وكان آخر أمر الجماجم في أول سنة اثنتين وثمانين.
أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال: حدثنا أبو المليح قال: سمعت ميمون بن مهران يقول: ولدت سنة الجماعة سنة أربعين.
قالوا: وكان ميمون واليا لعمر بن عبد العزيز على خراج الجزيرة وابنه عمرو بن ميمون على الديوان.
قالوا: وكان ميمون بزازا وكان على الخراج وهو جالس في حانوته فكتب إلى عمر بن عبد العزيز يستعفيه من الخراج، فكتب إليه عمر: إنما هو درهم تأخذه من حصه وتضعه في حقه فما استعفاؤك من هذا؟ فلم يزل على الخراج أيام عمر بن عبد العزيز حتى مات عمر واستخلف يزيد ابن عبد الملك، فكان ميمون واليه على الخراج أشهرا، وقد كان ميمون ولي قبل ذلك بيت المال بحران لمحمد بن مروان قبل عمر بن عبد العزيز، فكتب إليه غيلان القدري يعظه في ذلك برسالة، فقال ميمون: وددت أن حدقتي سقطت وأني لم أل عملا قبل له ولا لعمر بن عبد العزيز، قال: ولا لعمر بن عبد العزيز!
قال: أخبرنا سليمان بن عبيد الله الأنصاري الرقي قال: حدثنا أبو المليح قال: كان ميمون بن مهران لا يخضب.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرني خالد بن حيان عن عيسى بن كثير قال: مات ميمون بن مهران سنة سبع عشرة ومائة في خلافة هشام ابن عبد الملك، وكان الغالب على أهل الجزيرة في الفتوى والفقه.