يوم الحديبية على أن يرد عليهم من جاء بغير إذن ولي، فكان يرد الرجال. فلما هاجر النساء أبى الله ذلك أن يردهن إذا امتحن بمحنة الإسلام وزعمت أنها جاءت راغبة فيه، وأمره أن يرد صدقاتهن إليهم إذا احتسبوا عنهم وأن يردوا عليه مثل الذي يرد عليهم إن فعلوا. فقال: واسألوا ما أنفقتم. وصبحها أخوها من الغد فطلبها فأبى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن يردها إليهما، فرجعا إلى مكة فأخبرا قريشاً فلم يبعثوا في ذلك أحداً ورضوا بأن يحبس النساء. وليسألوا ما أنفقوا ذلكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم، وإن فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا. فإن فات أحداً منكم أهله إلى الكفار فإن أتتكم امرأة منهن فأصبتم غنيمة أو فيئاً فعوضوهم مما أصبتم صداق المرأة التي أتتكم، فأما المؤمنون فأقروا بحكم الله تعالى وأبي المشركون أن يقروا بذلك، وأن ما فات للمشركين على المسلمين من صداق من هاجر من أزواج المشركين فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا من مال المشركين بعد إيمانها، ولكنه حكم حكمَ الله تعالى به لأمر إن كان، والله عليم حكيم. ولا تمسكوا بعصم الكوافر، يعني من غير أهل الكتاب. فطلق عمر بن الخطاب مليكة بنت أمية وهي أم عبيد الله بن عمر، فتزوجها معاوية بن أبي سفيان، وطلق عمر أيضاً بنت جرول الخزاعية فتزوجها أبو الجهم بن حذيفة، وطلق عياض بن غنم الفهري أم الحكم بنت أبي سفيان بن حرب يومئذ فتزوجها عبد الله بن عثمان الثقفي فولدت له عبد الرحمن بن أم الحكم.
أخبرنا عبد الله بن نمير، أخبرنا سفيان عن أبيه عن عكرمة في قوله فامتحنوهن قال: ما جاء بك إلا حب الله ورسوله ولا حب رجل منا ولا فرار من زوجك.