الشاب فركع الغلام وركعت المرأة، ثم رفع الشاب رأسه ورفع الغلام رأسه ورفعت المرأة رأسها، ثم خر الشاب ساجدا وخر الغلام ساجدا وخرت المرأة. قال فقلت: يا عباس إني أرى أمرا عظيما. فقال العباس: أمر عظيم، هل تدري من هذا الشاب؟ قلت: لا، ما أدري. قال: هذا محمد ابن عبد الله ابن عبد المطلب ابن أخي. هل تدري من هذا الغلام؟ قلت: لا، ما أدري. قال: علي ابن أبي طالب ابن عبد المطلب ابن أخي. هل تدري من هذه المرأة؟ قلت: لا، ما أدري. قال: هذه خديجة بنت خويلد زوجة ابن أخي هذا. إن ابن أخي هذا الذي ترى حدثنا أن ربه رب السماوات والأرض أمره بهذا الدين الذي هو عليه، فهو عليه، ولا والله ما علمت على ظهر الأرض كلها على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة. قال عفيف: فتمنيت بعد أني كنت رابعهم.
أخبرنا محمد بن عمر عن محمد ابن صالح وعبد الرحمن ابن عبد العزيز قالا: توفيت خديجة لعشر خلون من شهر رمضان وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين وهي يومئذ بنت خمس وستين سنة.
أخبرنا محمد بن عمر، حدثني معمر ابن الراشد عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: توفيت خديجة قبل أن تفرض الصلاة، وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين.
أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا المنذر ابن عبد الله الحزامي عن موسى ابن عقبة عن أبي حبيبة مولى الزبير قال: سمعت حكيم ابن حزام يقول: توفيت خديجة بنت خويلد في شهر رمضان سنة عشر من النبوة وهي يومئذ نت خمس وستين سنة، فخرجن بها من منزلها حتى دفناها بالحجون، ونزل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في حفرتها، ولم تكن يومئذ سنة الجنازة الصلاة عليها. قيل: ومتى ذلك يا أبا خالد؟ قال: قبل الهجرة بسنوات ثلاث أو نحوها وبعد خروج بني هاشم من الشعب بيسير. قال: وكانت أول