للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: لما كانت ليلة أهديت فاطمة إلى علي قال له رسول الله: لا تحدث شيئا حتى آتيك. فلم يلبث رسول الله أن تبعهما فقام على الباب فاستأذن فدخل، فإذا علي منتبذ منها، فقال له رسول الله: إني قد علمت أنك تهاب الله ورسوله. فدعا بماء فمضمض ثم أعاده في الإناء ثم نضح به صدرها وصدره.

أخبرنا عفان بن مسلم، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا عطاء بن السائب عن أبيه عن علي أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لما زوجه فاطمة بعث معها بخملة ووسادة أدم حشوها ليف ورحائين وسقاء وجرتين. قال فقال علي لفاطمة ذات يوم: والله لقد سنوت حتى قد اشتكيت صدري وقد جاء الله أباك بسبي فاذهبي فاستخدميه. فقالت: وأنا والله قد طحنت حتى مجلت يداي. فأتت النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: ما جاء بك يا بنية؟ قالت: جئت لأسلم عليك. واستحيت أن تسأله ورجعت، فقال: ما فعلت؟ قالت: اسحتيت أن أسأله. فأتياه جميعا فقال علي: والله يا رسول الله لقد سنوت حتى اشتكيت صدري، وقالت فاطمة: قد طحنت حتى مجلت يداي وقد أتى الله بسبي وسعة فاخدمنا. قال: والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم ولكني أبيعهم أنفق عليهم أثمانهم. فرجعا فأتاهما النبي، صلى الله عليه وسلم، وقد دخلا في قطيفتهما إذا غطيا رؤوسهما تكشفت اقدامهما وإذا غطيا اقدامهما رؤوسهما فثارا فقال: مكانكما، ألا أخبركما بخير مما سألتماني؟ فقالا: بلى. فقال: كلمات علمنيهن جبريل تسبحان في دبر كل صلاة عشرا وتحمدان عشرا وتكبران عشرا وإذا أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين وكبرا أربعا وثلاثين. قال: فوالله ما تركتهن منذ علمنيهن رسول الله. فقال له بن الكواء: ولا ليلة صفين؟ فقال: قاتلكم الله يا أهل العراق، ولا ليلة صفين.

<<  <  ج: ص:  >  >>