فبكت، ثم أسر إليها شيئا فضحكت، قالت: قلت: ما رأيت ضحكا أقرب من بكاء، استخصك رسول الله بحديث ثم تبكين؟ قلت: أي شيء أسر إليك رسول الله؟ قالت: ما كنت لأفشي سره. قالت: فلما قبض رسول الله، صلى الله عليه وسلم، سألتها فقالت: قال إن جبريل كان يأتيني كل عام فيعارضني بالقران مرة، وإنه أتاني العام فعارضني مرتين ولا أظن أجلي إلا قد حضر، ونعم السلف أنا لك، وقال: أنت أسرع أهلي بي لحوقا. قالت: فبكيت لذلك. ثم قال: أما ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة أو سيدة نساء العالمين؟ قالت: فضحكت.
أخبرنا محمد بن عمر بن عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة قال: سمعت عبد الرحمن الأعرج يحدث في مجلسه بالمدينة يقول أطعم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فاطمة وعلي بخيبر من الشعير والتمر ثلاثمائة وسق، الشعير من ذلك خمسة وثمانون وسقا، لفاطمة من ذلك مائة وسق.
أخبرنا عبد الله بن نمير، حدثنا إسماعيل عن عامر قال: جاء أبو بكر إلى فاطمة حين مرضت فاستأذن فقال علي: هذا أبو بكر على الباب فإن شئت أن تأذني له. قالت: وذلك أحب إليك؟ قال: نعم. فدخل عليها واعتذر إليها وكلمها فرضيت عنه.
أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق عن علي بن فلان بن أبي رافع عن أبيه عن سلمة قالت: مرضت فاطمة بنت رسول الله عندنا، فلما كان يوم الذي توفيت فيه خرج علي، قالت: لي: يا أم اسكبي لي غسلا، فسكبت لها فاغتسلت كأحسن ما كانت تغتسل. ثم قالت: ائتيني بثياب الجدد، فأتيتها بها فلبستها ثم قالت: اجعلي فراشي وسط البيت. فجعلته فاضطجعت عليه واسقبلت القبلة ثم قالت: لي: يا أمه إني مقبوضة الساعة وقد اغتسلت فلا يكشفن أحد لي كتفا. قالت: فماتت، فجاء علي فأخبرته فقال: لا والله لا يكشف لها أحد كتفا. فاحتملها فدفنها