كانوا يصنعون، فعثرت الناقة فخر رسول الله وخرت معه، وأزواج رسول الله ينظرن فقلن: أبعد الله اليهودية وفعل بها وفعل. فقام رسول الله فسترها وأردفها خلفه.
أخبرنا محمد بن عمر، حدثني إبراهيم بن جعفر عن أبيه قال: لما دخلت صفية على النبي، صلى الله عليه وسلم، وسلم قال لها: لم يزل أبوك من أشد يهود لي عداوة حتى قتله الله. فقالت: يا رسول الله إن الله يقول في كتابه ولا تزر وازرة وزر أخرى. فقال: لها رسول الله: اختاري، فإن اخترت الإسلام أمسكتك لنفسي وإن اخترت اليهودية فعسى أن أعتقك فتلحقي بقومك. فقالت: يا رسول الله لقد هويت الإسلام وصدقت بك قبل أن تدعوني حيث صرت إلى رحلك وما لي في اليهودية أرب وما لي فيها والد ولا أخ، وخيرتني الكفر والإسلام فالله ورسوله أحب إلي من العتق وأن أرجع إلى قومي. قال فأمسكها رسول الله لنفسه. وكانت أمها إحدى نساء بني قينقاع أحد بني عمرو فلم يسمع النبي، صلى الله عليه وسلم، ذاكرا أباها بحرف مما تكره. وكانت تحت سلام بن مشكم ففارقها فتزوجها كنانة بن أبي الحقيق.
أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي، حدثنا سليمان بن المغيرة، حدثنا ثابت عن أنس بن مالك قال: صارت صفية لدحية في مقسمه. قال فجعلوا يمدحونها عند رسول الله ويقولون: رأينا في السبي امرأة ما رأينا ضربها. قال فبعث رسول الله إليها فأعطى بها دحية ما رضي ثم دفعها إلى أمي وقال أصلحيها، وخرج رسول الله من خيبر حتى إذا جعلها في ظهره نزل ثم ضرب عليها القبة ثم أصبح فقال: من كان عنده فضل زاد فليأتنا به. قال فجعل الرجل يأتي بفضل السويق والتمر والسمن حتى جمعوا من ذلك سوادا فجعلوا حيسا فجعلوا يأكلون معه ويشربون من سماء إلى جنبهم، فكانت تلك وليمة رسول الله عليها. وكنا إذا رأينا جدر المدينة مما نهش إليه فنرفع