للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من جريد مطرور بالطين، عددت تسعة أبيات بحجرها وهي ما بين بيت عائشة إلى الباب الذي يلي باب النبي إلى منزل أسماء بنت حسن بن عبد الله بن عبيد الله، ورأيت بيت أم سلمة وحجرتها من لبن، فسألت بن ابنها فقال: لما غزا رسول الله دومة الجندل بنت أم سلمة حجرتها بلبن، فلما قدم رسول الله فنظر إلى اللبن دخل عليها أول نسائه فقال: ما هذا البناء؟ فقالت: أردت يا رسول الله أن أكف أبصار الناس. فقال: يا أم سلمة إن شر ما ذهب فيه مال المسلم البنيان.

أخبرنا محمد بن عمر، عن إسرائيل عن جابر عن عامر قال: لم يوص رسول الله إلا بمساكن أزواجه وأرض تركها صدقة.

أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني معاذ بن محمد الأنصاري قال: سمعت عطاء الخراساني في مجلس فيه عمران بن أبي أنس يقول وهو فيما القبر والمنبر: أدركت حجر أزواج رسول الله من جريد النخل على أبوابها المسوح من شعر أسود، فحضرت كتاب الوليد بن عبد الملك يقرأ يأمر بإدخال حجر أزواج النبي في مسجد رسول الله، فما رأيت يوما أكثر باكيا من ذلك اليوم. قال عطاء: فسمعت سعيد بن المسيب يقول يومئذ: والله لوددت أنهم تركوها على حالها. ينشأ ناشيء من أهل المدينة ويقدم القادم من الأفق فيرى ما اكتفى به رسول الله في حياته فيكون ذلك مما يزهد الناس في التكاثر والتفاخر فيها، يعني الدنيا.

قال معاذ: فلما فرغ عطاء الخراساني من حديثه قال: عمران بن أبي أنس: كان منها أربعة أبيات بلبن لها حجر من جريد، وكانت خمسة أبيات من جريد مطينة لا حجر لها على أبوابها مسوح الشعر. ذرعت الستر فوجدته ثلاث أذرع في ذراع والعظم أو أدنى من العظم، فأما ما ذكرت من كثرة البكاء فلقد رأيتني في مجلس فيه نفر من أبناء أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، منهم أبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو أمامة بن سهل بن حفيف

<<  <  ج: ص:  >  >>