بنت محمد بن جعفر عن جدتها أسماء بنت عميس قالت: أصبحت في اليوم الذي أصيب فيه جعفر وأصحابه فأتاني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولقد هنأت، يعني دبغت أربعين إهابا من أدم وعجنت عجيني وأخذت بني فغسلت وجوههم ودهنتهم، فدخل علي رسول الله فقال: يا أسماء أين بنو جعفر؟ فجئت بهم إليه فضمهم وشمهم ثم ذرفت عيناه فبكى فقلت: أي رسول الله لعله بلغك عن جعفر شيء. قال: نعم قتل اليوم. قالت فقمت أصيح فاجتمع إلي النساء. قالت فجعل رسول الله يقول: يا أسماء لا تقولي هجرا ولا تضربي صدرا. قالت فخرج رسول الله حتى دخل على ابنته فاطمة وهي تقول: وا عماه! فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: على مثل جعفر فلتبك الباكية. ثم قال رسول الله: اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد شغلوا عن أنفسهم اليوم.
أخبرنا عفان بن مسلم وإسحاق بن منصور قالا: حدثنا محمد بن طلحة قال: سمعت الحكم بن عيينة عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن أسماء بنت عميس قالت: لما أصيب جعفر بن أبي طالب أمرني رسول الله فقال: تسلمي ثلاثا ثم اصنعي ما شئت. قال محمد بن عمر: فتزوج أبو بكر الصديق أسماء بنت عميس بعد جعفر بن أبي طالب فولدت له محمد بن أبي بكر ثم توفي عنها أبو بكر.
أخبرنا عبد الله بن نمير عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أن أسماء بنت عميس نفست بمحمد بن أبي بكر الصديق بذي الحليفة وهم يريدون حجة الوداع وأن أبا بكر أمرها أن تغتسل ثم تهل بالحج.
أخبرنا وكيع بن الجراح والفضل بن دكين قالا: حدثنا سفيان عن عبد الكريم عن سعيد بن المسيب قال: نفست أسماء بنت عميس بمحمد بن أبي بكر بذي الحليفة فهم أبو بكر بردها فسأل النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: مرها فلتغتسل ثم تحرم.