للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن مولاته ميمونة بنت كردم قالت: كنت ردف أبي فسمعته يسأل النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: يا رسول الله إني نذرت أن أنحر ببوانة. فقال: إنها وثن أو طاغية تعبد. قال: لا. قال: أوف بنذرك، قال أبو نعيم، حيث نذرت.

أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا عبد الله بن يزيد بن مقسم وهو بن ضبة قال: حدثتني عمتي سارة بنت مقسم عن ميمونة بنت كردم قالت: رأيت رسول الله بمكة وهو على ناقة له وأنا مع أبي وبيد رسول الله درة كدرة الكتاب فسمعت الأعراب والناس يقولون: الطبطبية الطبطبية. فدنا منه أبي فأخذ بقدمه فأقر له رسول الله، صلى الله عليه وسلم. قالت: فما نسيت طول إصبع قدمه السبابة على سائر أصابعه. قالت فقال له أبي: إني شهدت جيش عثران. قال فعرف رسول الله ذلك الجيش. فقال طارق ابن المرقع: من يعطيني رمحا بثوابه؟ قال فقلت: فما ثوابه؟ قال: أزوجه أول بنت تكون لي. قال فأعطيته رمحي ثم تركته حتى ولدت له ابنة وبلغت فأتيته فقلت: جهز لي أهلي. قال: لا والله لا أجهزها حتى تجدد لي صداقا غير ذلك. فحلفت أن لا أفعل. فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: وبقرن أي النساء هي؟ قال: قد رأت القتير. قال فقال لي رسول الله، صلى الله عليه وسلم: دعها عنك لا خير لك فيها. قال فراعني ذلك ونظرت إليه، فقال رسول الله: لا تأثم ولا يأثم صاحبك. قالت فقال له أبي في ذلك المقام: إني قد نذرت أن أذبح عدة من الغنم. قالت: لا أعلمه قال إلا خمسين شاة على رأس بوانة. فقال رسول الله: هل عليها من هذه الأوثان شيء؟ قال: لا. قال: فأوف لله بما نذرت له. قالت: فجمعها أبي فجعل ينحرها فانفلتت منه شاة فطلبها وهو يقول: اللهم أوف عني نذري. حتى أخذها فذبحها.

<<  <  ج: ص:  >  >>