إليها اليوم أحد غلبت عليها الجن، وإنما سميت أبار بأبار بن أميم، ولحقت بنو يقطن بن عابر باليمن فسميت حيث تيامنوا إليها، ولحق قوم من بني كنعان بن حام بالشام فسميت الشام حيث تشاءموا إليها، وكانت الشام يقال لها أرض بني كنعان، ثم جاءت بنو إسرائيل فقتلوهم بها ونفوهم عنها، فكانت الشام لبني إسرائيل، ووثبت الروم على بني إسرائيل فقتلوهم وأجلوهم إلى العراق إلا قليلا منهم، ثم جاءت العرب فغلبوا على الشام فكان فالغ وهو فالخ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح، وهو الذي قسم الأرض بين بني نوح كما سمينا في الكتاب.
قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة، أخبرنا الحسن بن الحكم النخعي، أخبرنا أبو سبرة النخعي عن فروة بن مسيك الغطيفي ثم المرادي قال: أتيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، ألا أقاتل من أدبر من قومي بمن أقبل منهم؟ فقال: بلى، ثم بدا لي، فقلت: يا رسول الله، لا بل أهل سبأ هم أعز وأشد قوة، قال: فأمرني رسول الله وأذن لي في قتال سبأ، فلما خرجت من عنده أنزل الله في سبأ ما أنزل، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ما فعل الغطيفي؟ فأرسل إلى منزلي فوجدني قد سرت فردني، فلما أتيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وجدته قاعدا وحوله أصحابه، فقال: أدع القوم فمن أجابك منهم فاقبل ومن أبى فلا تعجل عليه حتى تحدث إلي؛ فقال رجل من القوم: يا رسول الله وما سبأ؟ أرض هي أو امرأة؟ قال: ليست بأرض ولا بامرأة ولكنه رجل ولد عشرة من العرب، فأما ستة فتيامنوا وأما أربعة فتشاءموا، فأما الذين تشاءموا فلخم وجذام وغسان وعاملة، وأما الذين تيامنوا فالأزد وكندة وحمير والأشعرون وأنمار ومذحج، فقال رجل: يا رسول الله وما أنمار؟ قال: هم الذين منهم خثعم وبجيلة.