للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حسن الفم، تام الأذنين، يقبل جميعاً ويدبر جميعاً، فقال علي: هذه والله صفته! قال الحبر: وشيء آخر، فقال علي: وما هو؟ قال الحبر: وفيه جنأ، قال علي: هو الذي قلت لك كأنما ينزل من صبب، قال الحبر: فإني أجد هذه الصفة في سفر آبائي ونجده يبعث من حرم الله وأمنه وموضع بيته ثم يهاجر إلى حرم يحرمه هو ويكون له حرمة كحرمة الحرم الذي حرم الله، ونجد أنصاره الذين هاجر إليهم قوماً من ولد عمرو بن عامر أهل نخل وأهل الأرض قبلهم يهود، قال قال علي: هو هو! وهو رسول الله، صلى الله عليه وسلم! فقال الحبر: فإني أشهد أنه نبي الله وأنه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إلى الناس كافة، فعلى ذلك أحيا وعليه أموت وعليه أبعث إن شاء الله، قال: فكان يأتي علياً فيعلمه القرآن ويخبره بشرائع الإسلام، ثم خرج علي والحبر هنالك حتى مات في خلافة أبي بكر وهو مؤمن برسول الله، صلى الله عليه وسلم، يصدق به.

أخبرنا معن بن عيسى الأشجعي، أخبرنا مالك بن أنس، أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب وخالد بن مخلد عن سليمان بن بلال كلاهما عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه سمع أنس بن مالك يقول: كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ربعة من الرجال ليس بالطويل البائن ولا بالقصير، وليس بالأبيض الأمهق ولا بالآدم، وليس بالجعد القطط ولا بالسبط.

أخبرنا عفان بن مسلم والحسن بن موسى، قالا: أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أزهر اللون إذا مشى تكفأ، وما مسست ديباجة ولا حريرة ولا شيئاً قط ألين من كف رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولا شممت مسكة ولا عنبرة ما أطيب من ريحه.

أخبرنا يزيد بن هارون ومحمد بن عبد الله الأنصاري قالا: أخبرنا حميد قال قال أنس: ما مسست قط حريرة ولا خزة ألين من كف رسول

<<  <  ج: ص:  >  >>