بين إيليا وفلسطين، فأحتفر بئراً وبنى مسجداً ثم إن بعض أهل البلد آذوه فتحول من عندهم فنزل منزلاً بين الرملة وإيليا فأحتفر به بئراً وأقام به، وكان قد وسع عليه في المال والخدم، وهو أول من أضاف الضيف، وأول من ثرد الثريد، وأول من رأى الشيب.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي، أخبرنا سفيان الثوري عن عاصم عن أبي عثمان، قال عاصم: أراه عن سلمان، قال: سأل إبراهيم ربه خيراً فأصبح ثلثا رأسه أبيض، فقال: ما هذا؟ فقيل له: عبرة في الدنيا، ونور في الآخرة.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي، أخبرنا سفيان بن سعيد عن أبيه عن عكرمة قال: كان إبراهيم خليل الرحمن، صلى الله عليه وسلم، يكنى أبا الأضياف.
قال: أخبرنا معن بن عيسى، أخبرنا مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: أختتن إبراهيم بالقدوم وهو ابن عشرين ومائة سنة، ثم عاش بعد ذلك ثمانين سنة، قال: أخبرنا هشام ابن محمد عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس قال: لما أتخذ الله إبراهيم خليلاً وتنبأه وله يومئذ ثلاثمائة عبد أعتقهم وأسلموا، فكانوا يقاتلون معه بالعصي، قال: فهم أول موالٍ قاتلوا مع مولاهم.
قال: أخبرنا هشام بن محمد عن أبيه قال: ولد لإبراهيم، صلى الله عليه وسلم، إسماعيل، وهو أكبر ولده، وأمه هاجر، وهي قبطية، وإسحاق وكان ضرير البصر، وأمه سارة بنت بثويل بن ناحور بن ساروغ بن أرغوا بن فالخ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح، ومدن ومدين ويقشان وزمران وأشبق وشوخ، وأمهم قنطورا بنت مقطور من العرب العاربة، فأما يقشان فلحق بنوه بمكة، وأقام مدين بأرض مدين فسميت به، ومضى سائرهم في البلاد، وقالوا لإبراهيم: يا أبانا أنزلت