صلى الله عليه وسلم: اخسؤوا فيها ولا نخلفكم فيها أبدا؛ ثم قال لهم: هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه؟ قالوا: نعم يا أبا القاسم؛ قال لهم: هل جعلتم في هذه الشاة سما؟ قالوا: نعم؛ قال: وما حملكم على ذلك؟ قالوا: أردنا إن كنت كاذبا استرحنا منك وإن كنت نبيا لم يضررك.
أخبرنا بكر بن عبد الرحمن قاضي أهل الكوفة، أخبرنا عيسى بن المختار عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن بن عباس قال: لما أراد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن يخرج من خيبر قال القوم: الآن نعلم أسرية صفية أم امرأة، فإن كانت امرأة فإنه سيحجبها، وإلا فهي سرية؛ فلما خرج أمر بسر فستر دونها فعرف الناس أنها امرأة، فلما أرادت أن تركب أدنى فخذه منها لتركب عليها فأبت ووضعت ركبتها على فخذه ثم حملها، فلما كان الليل نزل فدخل الفسطاط ودخلت معه، وجاء أبو أيوب فبات عند الفسطاط معه السيف واضع رأسه على الفسطاط، فلما أصبح رسول الله، صلى الله عليه وسلم، سمع الحركة فقال: من هذا؟ فقال: أنا أبو أيوب! فقال: ما شأنك؟ قال: يا رسول الله جارية شابة حديثة عهد بعرس، وقد صنعت بزوجها ما صنعت، فلم آمنها، قلت إن تحركت كنت قريبا. منك فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: رحمك الله يا أبا أيوب! مرتين.
أخبرنا عفان بن مسلم، أخبرنا حماد بن سلمة قال: أخبرنا ثابت عن أنس قال: وقعت صفية في سهم دحية، وكانت جارية جميلة، فاشتراها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بسبعة أرؤس ودفعها إلى أم سليم تصنعها وتهيئها، وجعل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وليمتها التمر والأقط والسمن، قال: ففحصت الأرض أفاحيص وجيء بالأنطاع فوضعت فيها ثم جيء بالأقط والسمن والتمر فشبع الناس؛ قال: وقال ما ندري أتزوجها