المحترش، وهو أبو غبشان، وكانت العرب تجعل له جعلاً في كل موسم، فقصروا به في بعض المواسم منعوه بعض ما كانوا يعطونه، فغضب فدعاه قصي فسقاه، ثم اشترى منه البيت بأزواد، ويقال بزق خمر، فرضي ومضى إلى ظهر مكة.
قال: وأخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال: حدثني عبد الله ابن عمرو بن زهير عن عبد الله بن خداش بن أمية الكعبي عن أبيه قال: وحدثتني فاطمة بنت مسلم الأسلمية عن فاطمة الخزاعية، وكانت قد أدركت أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قالا: لما تزوج قصي إلى حليل ابن حبشية ابنته حبى وولدت له أولاده، قال حليل: إنما ولد قصي ولدي، هم بنو ابنتي، فأوصى بولاية البيت والقيام بأمر مكة إلى قصي، وقال: أنت أحق به.
ثم رجع الحديث إلى حديث محمد بن عمر بن واقد الأسلمي، وهشام ابن محمد الكلبي الأول، قالوا: ويقال انه لما هلك حليل بن حبشية، وانتشر ولد قصي، وكثر ماله، وعظم شرفه، رأى أنه أولى بالبيت وأمر مكة من خزاعة وبني بكر، وأن قريشاً فرعة إسماعيل بن إبراهيم، وصريح ولده، فكلم رجالاً من قريش وبني كنانة ودعاهم إلى إخراج خزاعة وبني بكر من مكة، وقال: نحن أولى بهذا منهم، فأجابوه إلى ذلك وتابعوه، وكتب قصي إلى أخيه ابن أمه رزاح بن ربيعة بن حرام العذري يدعوه إلى نصرته، فخرج رزاح وخرج معه إخوته لأبيه حن ومحمود وجلهمة فيمن تبعه من قضاعة حتى قدموا مكة، وكانت صوفة، وهم الغوث بن مر، يدفعون بالناس من عرفة ولا يرمون الجمار حتى يرمي رجل من صوفة، فلما كان بعد ذلك العام فعلت ذلك صوفة كما كانت تفعل، فأتاها قصي بمن معه من قومه من قريش وكنانة وقضاعة عند العقبة فقالوا: نحن أولى بهذا منكم، فناكروهم، فأقتتلوا قتالاً شديدا حتى انهزمت صوفة، وقال