للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجهينة وأشجع وسليم، فمنهم من وافاه بالمدينة ومنهم من لحقه بالطريق فكان المسلمون في غزوة الفتح عشرة آلاف. واستخلف رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على المدينة عبد الله بن أم مكتوم وخرج يوم الأربعاء لعشر ليال خلون من شهر رمضان بعد العصر، فلما انتهى إلى الصلصل قدم أمامه الزبير بن العوام في مائتين من المسلمين ونادى منادي رسول الله، صلى الله عليه وسلم: من أحب أن يفطر فليفطر ومن أحب أن يصوم فليصم! ثم سار، فلما كان بقديد عقد الألوية والرايات ودفعها إلى القبائل، ثم نزل مر الظهران عشاء فأمر أصحابه فأوقدوا عشرة آلاف نار ولم يبلغ قريشا مسيره وهم مغتمون لما يخافون من غزوه إياهم، فبعثوا أبا سفيان بن حرب يتحسب الأخبار وقالوا: إن لقيت محمدا فخذ لنا منه أمانا. فخرج أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء، فلما رأوا العسكر أفزعهم، وقد استعمل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، تلك الليلة على الحرس عمر بن الخطاب فسمع العباس بن عبد المطلب صوت أبي سفيان فقال: أبا حنظلة؟ فقال: لبيك فما وراءك؟ فقال: هذا رسول الله في عشرة آلاف. فأسلم ثكلتك أمك وعشيرتك! فأجاره وخرج به وبصاحبيه حتى أدخلهم على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأسلموا وجعل لأبي سفيان أن من دخل داره فهو آمن! ومن أغلق بابه فهو آمن ثم دخل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مكة في كتيبته الخضراء وهو على ناقته القصواء بين أبي بكر وأسيد بن حضير وقد حبس أبو سفيان فرأى ما لا قبل له به فقال: يا أبا الفضل لقد أصبح ملك بن أخيك عظيما! فقال العباس: ويحك! إنه ليس بملك ولكنها نبوة! قال: فنعم. وكانت راية رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يومئذ مع سعد بن عبادة فبلغه عنه في قريش كلام وتواعد لهم. فأخذها منه فدفعها إلى ابنه قيس بن سعد. وأمر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، سعد بن عبادة أن يدخل من كداء

<<  <  ج: ص:  >  >>