وأثنى عليه وقال إنه ليس أحد أمن علي في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة، ولو كنت متخذا من الناس خليلا لأتخذت أبا بكر خليلا ولكن خلة الإسلام أفضل، سدوا عن كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر.
أخبرنا أحمد بن الحجاج الخراساني قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك عن يونس ومعمر عن الزهري، أخبرني أيوب بن بشير الأنصاري عن بعض أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، خرج فاستوى على المنبر فتشهد فلما مضى تشهده كان أول كلام تكلم به أن استغفر للشهداء الذين قتلوا يوم أحد ثم قال: إن عبدا من عباد الله خير بين الدنيا وبين ما عند ربه فاختار ما عند ربه، ففطن لها أبو بكر الصديق أول الناس فعرف أنما يريد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، نفسه، فبكى أبو بكر فقال له رسول الله، صلى الله عليه وسلم: على رسلك يا أبا بكر! سدوا هذه الأبواب الشوارع في المسجد إلا باب أبي بكر فإني لا أعلم أمرا أفضل عندي يدا في الصحابة من أبي بكر.
أخبرنا محمد بن عمر، حدثني الزبير بن موسى عن أبي الحويرث قال: لما أمر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بالأبواب لتسد إلا باب أبي بكر قال عمر: يا رسول الله دعني أفتح كوة أنظر إليك حين تخرج إلى الصلاة! فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لا!
أخبرنا محمد بن عمر، حدثني عبد الرحمن بن الحر الواقفي عن صالح بن أبي حسان عن أبي البداح بن عاصم بن عدي قال: قال: العباس بن عبد المطلب يا رسول الله ما لك فتحت أبواب رجال في المسجد وما بالك سددت أبواب رجال في المسجد؟ فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: يا عباس ما فتحت عن أمري ولا سددت عن أمري.