مات وأبو بكر بالسنح فقام عمر فجعل يقول: والله ما مات رسول الله، صلى، الله عليه وسلم! قالت: قال عمر والله ما كان يقع في نفسي إلا ذاك وليبعثنه الله فلبقطعن أيدي رجال وأرجلهم، فجاء أبو بكر فكشف عن وجه النبي، صلى الله عليه وسلم، فقبله وقال بأبي أنت وأمي! طبت حيا وميتا، والذي نفسي بيده لا يذيقك الله الموتتين أبدا! ثم خرج فقال: أيها الحالف على رسلك! فلم يكلم أبا بكر وجلس عمر فحمد الله أبو بكر وأثنى عليه ثم قال: ألا من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت. وقال: إنك ميت وإنهم ميتون. وقال: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل إنقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين. فنشج الناس يبكون واجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة فقالوا: منا أمير ومنكم أمير. فذهب إليهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح، فذهب عمر يتكلم فأسكته أبو بكر فكان عمر يقول: والله ما أردت بذلك إلا أني قد هيأت كلاما قد أعجبني خشيت أن لا يبلغه أبو بكر، ثم تكلم أبو بكر فتكلم أبلغ الناس فقال في كلامه: نحن الأمراء وأنتم الوزراء! فقال: الحباب بن المنذر السلمي: لا والله لا نفعل أبدا، منا أمير ومنكم أمير! قال: فقال أبو بكر: لا ولكنا الأمراء وأنتم الوزراء، هم أوسط العرب دارا وأكرمهم أحسابا، يعني قريشا، فبايعوا عمر وأبا عبيدة، فقال عمر: بل نبايعك أنت، فأنت سيدنا وأنت خيرنا وأحبنا إلى نبينا، صلى الله عليه وسلم، فأخذ عمر بيده فبايعه، فبايعه الناس، فقال قائل: قتلتم سعد بن عبادة! فقال عمر: قتله الله!
أخبرنا أحمد بن الحجاج، أخبرنا عبد الله بن المبارك، أخبرني معمر