في أكفانه ثم وضع على سريره فكان الناس يصلون عليه رفقا رفقا ولا يؤمهم عليه أحد، دخل الرجال فصلوا عليه ثم النساء.
أخبرنا محمد بن عمر، حدثني عبد الحميد بن عمران بن أبي أنس عن أبيه عن أمه قالت: كنت في من دخل على النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو على سريره فكنا صفوفا نساء نقوم فندعو ونصلي عليه، ودفن ليلة الأربعاء.
أخبرنا محمد بن عمر، حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي قال: وجدت هذا في صحيفة بخط أبي فيها: لما كفن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ووضع على سريره دخل أبو بكر وعمر فقالا: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته! ومعهما نفر من المهاجرين والأنصار قدر ما يسع البيت، فسلموا كما سلم أبو بكر وعمر وصفوا صفوفا لا يؤمهم عليه أحد، فقال أبو بكر وعمر، وهما في الصف الأول حيال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: اللهم إنا نشهد أن قد بلغ ما أنزل إليه ونصح لأمته وجاهد في سبيل الله حتى أعز الله دينه وتمت كلماته فآمن به وحده لا شريك له، فاجعلنا يا إلهنا ممن يتبع القول الذي أنزل معه واجمع بيننا وبينه حتى يعرفنا ونعرفه فإنه كان بالمؤمنين رؤوفا رحيما، لا نبتغي بالإيمان بدلا ولا نشتري به ثمنا أبدا، فيقول الناس: آمين آمين! ثم يخرجون ويدخل آخرون حتى صلوا عليه، الرجال ثم النساء ثم الصبيان، فلما فرغوا من الصلاة تكلموا في موضع قبره.
أخبرنا محمد بن عمر، حدثني بن أبي سبرة عن عباس بن عبد الله بن معبد عن أبيه عن عبد الله بن عباس قال: أول من صلى عليه، يعني النبي، صلى الله عليه وسلم، العباس بن عبد المطلب وبنوهاشم ثم خرجوا ثم دخل المهاجرون والأنصار ثم الناس رفقا رفقا، فلما انقضى الناس دخل عليه الصبيان صفوفا ثم النساء.