العباس بن عبد المطلب: يا شيبة الحمد! لو دام هذا لك كان حسناً، فقال عبد المطلب:
لو دام لي هذا السواد حمدته … فكان بديلاً من شباب قد انصرم
تمتعت منه والحياة قصيرة … ولا بد من موتٍ، نتيلة، أو هرم
وماذا الذي يجدي على المرء خفضه … ونعمته، يوماً إذا عرشه انهدم
فموت جهيز عاجل لا شوى له … أحب إلي من مقالهم حكم قال: فخضب أهل مكة بالسواد.
قال: وأخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال: أخبرني رجل من بني كنانة يقال له ابن أبي صالح ورجل من أهل الرقة مولى لبني أسد وكان عالماً قالا: تنافر عبد المطلب بن هاشم وحرب بن أمية إلى النجاشي الحبشي فأبى أن ينفر بينهما، فجعلا بينهما نفيل بن عبد العزى بن رياح ابن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب، فقال لحرب: يا أبا عمرو أتنافر رجلاً هو أطول منك قامة، وأعظم منك هامة، وأوسم منك وسامة، وأقل منك لامة، وأكثر منك ولداً، وأجزل منك صفداً، وأطول منك مذوداً؟ فنفره عليه، فقال حرب: إن من انتكات الزمان أن جعلناك حكماً.
قال: وأخبرنا هشام بن محمد عن أبيه قال: كان عبد المطلب نديماً لحرب بن أمية حتى تنافرا إلى نفيل بن عبد العزى جد عمر بن الخطاب، فلما نفر نفيل عبد المطلب تفرقا، فصار حرب نديماً لعبد الله بن جدعان.
قال: أخبرنا هشام بن محمد عن أبي مسكين قال: كان لعبد المطلب ابن هاشم ماء بالطائف يقال له ذو الهرم وكان في يدي ثقيف دهراً ثم طلبه