قال عبد الرحمن بن عبد العزيز: فسمعت بن أبي عون يقول ضرب كنانة بن بشر جبينه ومقدم رأسه بعمود حديد فخر لجنبه، وضربه سودان بن حمران المرادي بعدما خر لجنبه فقتله، وأما عمرو بن الحمق فوثب على عثمان فجلس على صدره وبه رمق فطعنه تسع طعنات، وقال أما ثلاث منهن فإني طعنتهن لله، وأما ست فإني طعنت إياهن لما كان في صدري عليه.
قال: وأخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني الزبير بن عبد الله عن جدته قالت: لما ضربه بالمشاقص قال عثمان: بسم الله توكلت على الله، وإذا الدم يسيل على اللحية يقطر والمصحف بين يديه فاتكأ على شقه الأيسر وهو يقول: سبحان الله العظيم، وهو في ذلك يقرأ المصحف والدم يسيل على المصحف حتى وقف الدم عند قوله تعالى فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم، وأطبق المصحف، وضربوه جميعا ضربة واحدة، فضربوه والله، بأبي هو يحيي الليل في ركعة ويصل الرحم ويطعم الملهوف ويحمل الكل، فرحمه الله.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن جعفر عن بن أبي عون عن الزهري قال: قتل عثمان عند صلاة العصر، وشد عبد لعثمان أسود على كنانة بن بشر فقتله، وشد سودان على العبد فقتله، ودخلت الغوغاء دار عثمان فصاح إنسان منهم: أيحل دم عثمان ولا يحل ماله؟ فانتهبوا متاعه، فقامت نائلة فقالت: لصوص ورب الكعبة! يا أعداء الله ما ركبتم من دم عثمان أعظم، أما والله لقد قتلتموه صواما قواما يقرأ القرآن في ركعة، ثم خرج الناس من دار عثمان فأغلق بابه على ثلاثة قتلوا: عثمان وعبد عثمان الأسود وكنانة بن بشر.
قال: أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة ويزيد بن هارون قالا: أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن يعلى بن حكيم عن نافع قال: أصبح عثمان ابن