للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَحَلَّ الأَرْنَبُ.

===

«الصحيحين» عن خالد بن الوليد أنّه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على ميمونة ـ وهي خالته ـ فوجد عندها ضَبّاً مَحْنُوذاً (١) فأهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى الضَّبّ فقالت امرأة من النسوة الحضور: أخْبِرْنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قَدَّمْتُنَّ له. قُلْنَ: هو الضَّبُّ يا رسول الله. فَرَفَعَ يده، فقال خالدٌ: أحرامٌ الضَّبُّ يا رسول الله؟) (٢) : قال: لا؟ ولكن لم يكن بأرضِ قومي، فأجِدُني أعافُه (قال خالد) (٣) : فأجْتَرَرْتُهُ فأكلته، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر، فلم يَنْهَنِي. وفيهما أيضاً عن ابن عمر قال: كان ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم سعد، فذهبوا يأكلون من لحم فنادتهم امرأة من بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه لحم ضبّ فأمسكوا. فقال عليه الصلاة والسلام: «كلوا وأطعموا فإنّه حلالٌ» (أو قال) (٤) : «لا بأس به، ولكنّه ليس من طعامي».

وأمّا الثعلب فكأنه ملحق بالضَّبُع عندهما، ولنا إطلاق ما روينا في أول الفصل من أن النبيّ صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل كل ذي ناب من السَّبُع. وما في «سنن أبي داود» عن عبد الرَّحمن بن شِبْل أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل لحم الضَّب.

(وَحَلَّ الأَرْنَبُ) عندنا وسائر الأئمة، لِمَا في البخاري عن أنس بن مالك قال: أَنْفَجْنَا أرنباً (٥) بِمَرِّ الظهران، فسعى القوم فلَغِبوا (٦) فأدركتها، فأخذتها فأتيت بها إلى أبي طلحة. فذبحها وبعث بوَرِكها ـ أو قال بفخذها ـ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله، قلت: وأكل منه. وفي «سنن النَّسائي» عن أبي هريرة قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأرنبٍ قد شواها، فوضعها بين يديه فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يأكل وأمر القوم أن يأكلوا. وزاد في لفظ (وقال) (٧) : «إني لو اشتهيتُها أكلتُها».

ولحم الفرس مكروه عند أبي حنيفة، وكراهته كرامة لأنه للجهاد آلة، وفي أكله قِلَّتُها. وقالا: مباحٌ كسائر الأئمة. وفي قاضيخان: أنّ لبنه يكره كلحمه، وفي


= الوسيط ص ٥٣٢، مادة: (ضبَّ).
(١) المَحْنُوذ: المشوي. المعجم الوسيط ص ٢٠٢، مادة: (حنذ).
(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوع، فاستدركناه من المخطوط، وصحيح مسلم ٣/ ١٥٤٣ - ١٥٤٤، كتاب الصيد والذبائح (٣٤)، باب: إباحة الضب (٧) رقم (٤٤ - ١٩٤٦).
(٣) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوط.
(٤) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوع.
(٥) أَنْفَجْنَا أرنبًا: أثرناها. النهاية ٥/ ٨٨. وانظر "فتح الباري" ٩/ ٦٦١ - ٦٦٢.
(٦) لغب: تعب. المعجم الوسيط ص ٨٣٠، مادة: (لغب).
(٧) ما بين الحاصرتين زيادة من المخطوط.

<<  <  ج: ص:  >  >>