للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

من أَخْلاقِ المُرْسَلِينَ: تَعْجِيلُ الإِفْطَارِ، وتَأْخِيرُ السَّحُورِ، وَوَضْعُ اليَمِينِ على الشِّمال». ولِمَا رواه أَبو داود، أَنه صلى الله عليه وسلم كان يقول: «لا تزال أُمَّتي بخير ما أَخَّروا السَّحُورَ، وعَجَّلوا الفِطْرَ». ورواه أَحمد. وفي الصحيحين عن سَهْل بن سَعْد، أَنه صلى الله عليه وسلم قال: «لا يزالُ النَّاسُ بِخَيْر ما عَجَّلُوا الفِطْرَ». وعن أَنس: «أَنَّه صلى الله عليه وسلم كان يُفْطِرُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ على رُطَبَاتٍ، فإِنْ لم تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَتُمَيْراتٍ، فإِنْ لم تكن تُمَيْرَاتٌ حَسَا حَسَوَاتٍ من ماء». رواه أَحمد، وأَبو داود، والترمذي.

(الايام التي يُسْتَحبُّ صومها)

ويُسْتَحَبُّ صِيَامُ الأَيَّامِ البيضِ لما في «سُنَنِ أَبي دَاودَ، وابن ماجه» عن ابنِ مِلْحَان القَيْسِي، عن أَبيه قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يأْمُرُنا أَنْ نصومَ البِيضَ: ثلاثَ عَشرةَ وأَرْبَعَ عَشرةَ وخَمْسَ عَشرةَ قال: وقال: «هُوَ كَصَوْمِ الدَّهْرِ». وفي الترمذي والنسائي عن أَبي ذَرّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يا أَبَا ذَرَ إِذا صُمْتَ من الشهرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَصُمْ ثَلاثَ عشرةَ، وأَرْبَعَ عَشرةَ، وخَمْسَ عَشرَةَ». وفي النَّسائي عن ابن عباس قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لا يُفْطِرُ أَيامَ البِيضِ لا في سَفَر، ولا في حَضَر.

ويُسْتَحَبُّ صومُ يومِ الاثنينِ والخَمِيسِ، لقوله صلى الله عليه وسلم «تُعْرَضُ الأَعْمَالُ يومَ الاثنينِ والخميسِ، فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وأَنَا صائِمٌ». رواه الترمذي، وأَبو داود. وعن أَبي هريرة أَنَّه صلى الله عليه وسلم كان يَصُومُ الاثنينِ والخميس، فقيل: يا رسول الله: إِنَّكَ تصومُ يوم الاثنينِ والخَميس (١) ، فقال: «إِنَّ يوم الاثنينِ والخميسِ يَغْفِرُ اللهُ فيهما لكل مسلم، إِلاَّ مُهْتَجِرَين، يقول: دَعْهُمَا حتى يَصْطَلِحَا». رواه ابن ماجه. ولقول حَفْصَةَ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَصُومُ ثلاثةَ أَيَّام من الشهرِ: الاثنينِ والخَمِيسَ والجُمُعَةَ.

ويُسْتَحَبُّ صومُ يومِ عاشوراءَ مَعَ يومٍ قَبْلَه أَوْ بَعْدَه، لقول ابن عباس: ما رَأَيْتُ النبي صلى الله عليه وسلم يَتَحَرَّى صيامَ يومٍ فَضَّلَهُ على غَيْرِه إِلاَّ هذا اليوم ـ يومَ عاشوراءَ ـ، وهذا الشهرَ ـ يَعْنِي شَهْرَ رمضانَ ـ. رواه الشيخان. ولقوله: قَدِمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينةَ فرأَى اليهودَ تَصُومُ يوم عاشوراءَ فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يَوْمٌ صَالِحٌ، هذا يومٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسرائيل من عَدُوِّهِم فَصَامَهُ (٢) موسى، فقال: أَنَا أَحَقُّ بِمُوسى منكم فَصَامَهُ، وأَمَرَ بِصِيَامِهِ. رواه البخاري. ولقوله حينَ صَامَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يومَ عاشوراءَ وأَمَرَ بصيامه، قالوا: يا


(١) سقط من المطبوعة.
(٢) في المطبوعة: فصام، وما أثبتناه من المخطوطة.

<<  <  ج: ص:  >  >>