للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَوْ شَقَّ الحِمْلَ وأَخَذَ شَيئًا، أَوْ أَدْخَلَ يَدَهُ في صُنْدُوقٍ، أَوْ كُمٍّ، أَوْ أَخْرَجَ مِنْ مَقْصُوْرَةِ دَارٍ فِيهَا مَقَاصِيرُ إِلى صَحْنِهَا، أَوْ سَرَقَ صَاحِبُ مَقْصُوْرَةٍ مِنْ أُخْرَى، أَوْ أَلْقَى شَيئًا فِي الطَّرِيْقِ ثُمَّ أَخَذَهُ، أَوْ حَمَلَهُ عَلَى حِمَارٍ فَسَاقَهُ وَأَخْرَجَهُ.

[فصلٌ في كَيفِيَّةِ القطع]

تُقْطَعُ يَمِيْنُ السَّارِقِ مِنْ زَنْدِهِ

===

هذا؟» (قال: نعم) (١) قال: «اذهبا به فاقطعا يده». فقال صفوان: ما كنت أَريد أَنْ تقطع يده في ردائي، فقال له: «فلو كان قبل أَنْ تأْتيني به».

(أَوْ) إِنْ (شَقَّ) اللص (الحِمْلَ وأَخَذَ شَيْئَاً) يبلغ نِصَابَاً، لأن الجَوالِق (٢) حزرٌ (أَوْ) إِنْ (أَدْخَلَ يَدَهُ في صُنْدُوقٍ أَوْ كُمَ) أَوْ جَيْبٍ، لأن هذه الأشياء حِرْزٌ لِمَا فيها (أَوْ) إِنْ (أَخْرَجَ) السرقة (مِنْ مَقْصُوْرَةِ) أَي حجرةِ (دَارٍ فِيْهَا مَقَاصِيْرُ إِلى صَحْنِهَا) أَي صحن الدار، وذلك كمدرسة ونحوها (أَوْ) إِنْ (سَرَقَ صَاحِبُ مَقْصُوْرَةٍ) أَي حجرة من مقاصير دار كبيرة (مِنْ) مقصورةٍ (أُخْرَى) أَي من مقاصير تلك الدَّار، لأن لكل مقصورة باباً وغَلَقاً على حِدَة.

(أَوْ) إِنْ (أَلْقَى) السارق (شَيْئَاً) يبلغ نِصَاباً (فِي الطَّرِيْقِ ثُمَّ أَخَذَهُ) وبه قال مالك والشافعيّ وأَحمد، وقال زُفَر: لا يقطع. (أَوْ حَمَلَهُ) أَي السارق المسروق (عَلَى حِمَارٍ) ونحوه (فَسَاقَهُ وَأَخْرَجَهُ) وبه قال مالك والشافعيّ وأَحمد، لأن سير الحمار مضافٌ إِلى السارق لسوقه إِياه. قيّده بالسوق، لأن الحمار لو خرج بنفسه لا يقطع السارق، لأن للبهيمة اختياراً.

(فصلٌ في كَيْفِيَّةِ القطع)

(تُقْطَعُ يَمِيْنُ السَّارِقِ) أَمّا القطع فلقوله تعالى: {والسَّارِقُ والسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما} (٣) . وأَمّا اليمين فلقراءة ابن مسعود: فَاقْطَعُوا أَيْمَانَهُمَا، وهي مشهورةٌ، فكانت بمنزلة خبرٍ مشهورٍ، فيقيّد إِطلاق الكتاب به.

(مِنْ زَنْدِهِ) وهو مَوْصِل (٤) طرف الذراع من الكف. وقالت الخوارج: (مِنْ


(١) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوط والمطبوع.
(٢) سبق شرحها ص ٢٣٧، التعليقة رقم: (٣).
(٣) سورة المائدة، الآية: (٣٨).
(٤) في المطبوعة: "مَفْصِل" والمثبت من المخطوط. وهو الموافق لما في "القاموس" ص ٣٦٤ مادة (زند). وكلاهما صواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>