(٢) وسنده واهٍ جدًّا، وإن قال الترمذي (٢/ ١٠٥): "حديث حسن صحيح"؛ فإن فيه كثير بن عبد الله بن عمرو، وقد عرفت حاله آنفًا، لكن الحديث قد صح غالبه من وجوه أخرى: فالجملة الأولى منه: أخرجها الشيخان من حديث أبي هريرة، ومسلم، وأحمد من حديث ابن عمر، وزاد الجملة الثالثة: "إن الإِسلام بدأ … "، دون قوله: " … فطوبى للغرباء"، لكن رواه مسلم بهذه الزيادة من حديث أبي هريرة - أيضًا -. وأما قوله:" … الذين يصلحون … "؛ فرواه الخطابي في، "الغريب" (ق ٣٢/ ١) بهذا اللفظ، وهو في "المسند" (٤/ ٧٣) بلفظ: " … الذين يصلحون إذا فسد الناس"، وسندهما ضعيف. لكن لفظ أحمد رواه أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (ق ٢٥/ ١)، والآجري في "الغرباء" (ف ١/ ٢) من حديث ابن مسعود بسند صحيح. ثم رواه الداني من حديث سعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمرو بن العاص بسندين صحيحين. وحديث سعد في "المسند" - أيضًا - (١/ ١٨٤). وأما الجملة الثانية: " … وليعقلن … "؛ فلم أجد لها شاهدًا.