للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فعاتبني، فقلت له، لا بدّ أنّهم يأمرونك بقراءة رسائلهم الّتي فيها تكفير المسلمين، فكيف أقرؤها أو أسمعها؟ ثمّ قلت له: أما تذكر حين أجازك شيخنا المرحوم الشّيخ محمّد بن فيروز وأوصاك بوصيّة منها:

احذر تصب بعارض … من محق أهل العارض

فقد ظهرت إشارته وتحقّقت مكاشفته فقال: الله يعلم أنّي معهم بالظّاهر لا بالباطن، فقلت: ولم؟ قال: لأدافع عن نفسي وعن أصحابي مثلك، ولقد صدق فإنّه دافع ونفع. وقال: كنت سألت الله تعالى: أن يرزقني أربع خلال؛ أن يرزقني الإقامة بالمدينة أوّلا عشرين سنة، والإقامة بمكّة عشرين، وأن يجعل موتي بالمدينة، وأن لا أقطع الدّروس إلّا لمرض الموت، وأن يرزقني ولدا يقرأ القرآن ويطلب العلم ثمّ يموت حتّى أحتسبه عند الله، وقد استجاب الله له فيهنّ جميعا، فجاء ولده عبد الله قرأ القرآن حفظا، وقرأ في العلم فتوفّاه الله وجاور بالمدينة عشرين سنة، ثمّ تحوّل إلى مكّة فجاور بها عشرين، فلمّا تمّت سنة ١٢٥٧ عزم على التّوجّه للمدينة والإقامة بها إلى الممات، فبلّغه الله ذلك، وما قطع الدّرس إلّا لمرض موته.


- وتحامله على دعوة الشّيخ ومهاجمة أتباعها وإغفالهم بالكلّية، ومن أحبّه منهم وذكره اتّهمه بالمصانعة والمجاملة والنّفاق والرّياء، وهذا خلق ذميم، وتجنّ ظاهر على الدّعوة وعلمائها.
ورأيت خطّ يد المترجم ناسخا لكتاب في الفرائض لعلّه من تأليفه في المكتبة الوطنية بعنيزة التابعة للجامع الكبير. ومكتبته حافلة بالكتب، رأيت بعض الكتب عليها خطّه وقراءته في بعض المكتبات في عنيزة، ويظهر أنّ له بعلمائها صلة ما، وربما أنه أقام بها مدّة، أوقف كتبه بها كما يظهر مما كتب على أغلبها.