للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

القضاء عن شيخه المجد سالم وهو ابن سبع عشرة سنة، وصعد به إلى النّاصر فألبسه خلعة، بل لمّا ضعف استنابه في تدريس الجماليّة (١)، والحسينيّة (٢)، والحاكم (٣)، وأمّ السّلطان (٤)، فباشرها مع وجود الأكابر، وكذا باشر قديما الخطابة بجامع آل ملك بالحسينيّة (٥)، وتدريس الحديث بمسجد ابن البابا، وبعد ذلك الفقه بالأشرفيّة برسباي بعد موت الزّين الزّركشيّ، بل كان ذكر لها قبله، وبالمؤيّديّة بعد المحبّ بن نصر الله، بل عرضت عليه قبله فأباها؛ لكون العزّ القاضي كان استنابه فيها عند سفره إلى الشّام على قضائه فلم يرد ذلك مروءة، وقبّة الصّالح بعد ابن الرّزاز في أيّام تلبّسه القضاء، وبالبديريّة بباب سرّ الصّالحيّة، وكذا ناب في القضاء عن ابن المغلى، وجلس ببعض


(١) مدرسة أنشأها الوزير مغلطاي الجمالي بالقاهرة سنة ٨٣٠. «ذيل رفع الإصر»:
٤٩١.
(٢) لا أعرفها إلّا أن يقصد بها جامع الحسين المعروف، أو مدرسة ملحقة به؟!.
(٣) جامع الحاكم أسسه العزيز المعز لدين الله الفاطمي العبيدي، ثم أكمله الحاكم فنسب إليه. يراجع: «حسن المحاضرة»: (٢/ ٢٥٣).
(٤) أمّ السّلطان هذه اسمها بركة خاتون، أمّ السّلطان الملك العادل، من بني أيّوب بنت المدرسة المعروفة باسمها سنة ٧٧٠ هـ. وهي تعرف الآن ب «جامع أم السّلطان» في خارج باب زويلة.
(٥) جامع آل ملك بناه الأمير سيف الدّين الحاج آل ملك بن عبد الحكم بالحسينية خارج باب النصر. وهذه المواقع التاريخية عرّف بها محققا «ذيل رفع الإصر» في ترجمة المذكور. وقد وقفت على أغلبها في زيارتي لمصر هذا العام ١٤١٠ هـ مع بعض زملائنا من المختصين بالآثار والحضارة في العصرين الأيوبي والمملوكي.