الإسلامي ولم يبق له صلة بماضيه ولا علاقة له بمستقبله وأصبح مجرد مزق في مهب الريح؟
يقينا لا؛ والشواهد كلها تؤكد أن الأمة العربية الإسلامية على عتبة عهد جديد يحمل كل التطلعات نحو مستقبل أفضل. وليست عملية القمع الشاملة للإنسان العربي أكثر من تعبير عن الخوف من انطلاقة هذا الإنسان نحو أفق المستقبل.
غريب أمر هذه الأمة التي لم يتعبها الجهاد، ولم تستنزف الحروب طاقتها وقدراتها على الرغم من كل ما نزل بها وما أصابها من المحن والخطوب.
لقد بدأ القرن الخامس عشر للهجرة. وأمة العرب المسلمين في حرب دائمة لعل التاريخ لم يشهد لها مثيلا ولم يعرف لها شبيها أو نظيرا. ولقد كانت هذه الحرب متنوعة في ظواهرها مختلفة في أشكالها، متباينة في أساليبها ذات. هدف واحد في مجموعها (وهو القضاء على أمة العرب المسلمين). وما يعني البحث هنا نوع واحد من الحروب (ألا وهو الحروب الثوروية الإسلامية). فهل هناك (حروب) و (ثوروية) و (إسلامية)؟ ... القضية هي قضية تعاريف قبل كل شيء. فمفهوم (الحرب) يشمل على ما هو معروف كل أشكال (الصراع المسلح) ويقابله مفهوم (السلام) الذي يعني استخدام كل وسائط الصراع الأخرى - ما عدا أو باستثناء وسائل الإكراه القسري بقوة السلاح - ويلتقي المفهومان في العقيدة الإسلامية (الجهاد الأصغر) ويعني الحرب، و (الجهاد الأكبر) ويعني جهاد النفس، بالمضمون الضيق واستخدام كل أنواع الصراع السلمي بالمضمون الواسع. ويلتقي المفهومان (الجهاد الأصغر والجهاد الأكبر) عند نقطة (هدف الجهاد) في