الجزائر. ومع ذلك، يبدو أن المستوطنين يتحدون في اتخاذ مواقف مشتركة، إذ أن المستوطن الثري يفرض رأيه إلى حد ما على (المستوطن الصغير) الذي لا يشاركه في مصالحه.
لقد كتب أحد الإفرنسيين الليبرالين في موضوع المستوطنين ما يلي:(يشترك هؤلاء المستوطنون الإفرنسيون في الجزائر مع الجنوبيين في الولايات المتحدة في أكثر من صفة واحدة. ولعل في طبعة هذه الصفات: الشجاعة والديناميكية - الحركة المستمرة -وضيق الأفق، والاعتقاد المتأصل في نفوسهم بأنهم خلقوا ليكونوا سادة. ويكون غيرهم عبيدا، وأن أية محاولة لتبديل هذه الفروق هي عملية تستهدف نشر الفوضى، وصحيح من وجهة نظرهم، بأنه يجب العطف على الخدم، ولكن بشرط أن يظهر هؤلاء الرغبة للبقاء دائما في طبقة الخدم).
هذا فيما كتب كاتب آخر:
(تكون البلاد ملكا للناس الذين يعرفون كيف يستثمرونها، وكيف ينهضون بأهلها، ويقيمون لهم المؤسسات، ويوطدون لمصحتهم دعائم الحياة الثقافية والمادية. ويجب أن يفهم كل فرنسي، أن هذا الكفاح الذي يخوضه إخوانه في الجزائر، إنما هو كفاح هدفه الدفاع عن الوطن الأب المشترك، وحماية الحضارة المسيحية، بكل ما تعنيه هذه الكلمة من شمول ومن عمق في المضمون، على تربة أفريقيا. ولقد كانت فكرة الحضارة المسيحية هي سبب وجود فرنسا والحافز لعظمتها، ولهذا فإن إضعاف هذه الفكرة من طريق الخطر الكبير الذي تتعرض له فرنسا في الجزائر