للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجهاد الديني والصراع السياسي. وهكذا كمنت المعارضة للحكم الإفرنسي في تعابير دينية.

وأثناء ذلك، كان المستوطنون قد حصلوا بين عام ١٨٩٦ وعام ١٩٠٠ على درجة لا بأس بها من الحكم الذاتي. فجعلوا من الجزائر وحدة إدارية مستقلة عن المقاطعات الإفرنسية ذاتها. واعتبارا من هذا التاريخ، أخد الجدال في الاحتدام حول وضع الجزائريين في بلادهم، حيث لا يتساوى الفريقان في نفس الحقوق الإفرنسية. وتقرر أن يكون للجزائريين نسبة الثلث في التمثيل في اللجان المالية. ومع ذلك لم يعين إلا جزائريان في الفترة الأولى، وهما ينتسبان إلى الطبقة الثرية من أصحاب الأراضي. وعين في العام ١٩٢٢ واحد وعشرون جزائريا في هذه اللجان (١) وكانت نسبة الأقلية التي أعطيت للجزائريين في هذه اللجان سببا في بقائهم بدون أية سلطة حقيقية وفعلية.

حدثت في الجزائر انتفاضات وثورات قصيرة (في العام ١٩٠٧ وفي العام ١٩١١) وتمكنت القوات الإفرنسية من قمعها بالقوة. وقامت بتفريق التظاهرات التي جرت احتجاجا على نتائج الانتخابات المزيفة التي حدثت في تلك الفترة. وتألف في الوقت ذاته أول حزب جزائري هو حزب (الجزائر الفتاة) بزعامة الأمير خالد الجزائري، غير أن هذا الحزب لم يعمر طويلا. وقد أعلن هذا الحزب موافقته على الالتزامات التي فرضت حديثا على الجزائريين لأداء


(١) ارتفع هذا الرقم في العام (١٩٣٧) إلى (٢٤) عضوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>