وعلى الرغم من كل الظواهر، فقد تبين بوضوح بأنه لم يبق إلا خطوة واحدة للانتقال من الحركة (المضادة لليهود) إلى
(الاسقلال الإداري). وقد أدان (جوليوس فيري) و (جوليوس كامبون)(١) بصورة رسمية، سياسة الدمج التي عرفت منذ سنة ١٨٨١ بسياسة (إلحاق الجزائر بفرسا). وكانت سياسة الدمج أو الإلحاق هذه هي سياسة (الانتهازيين واليهود) كما وصفها اليساريون الراديكاليون، ومقابل ذلك تبنى هؤلاء سياسة الاستقلال الإداري للجزائر، وإقامة موازنة خاصة وبرلمان خاص لها. ولقد كان هذا الاتجاه تعبيرا عن ظهور الجيل الجديد من الإفرنسيين الاستعماريين، وهو الجيل الذي أخذ في الجنوح إلى الاستقلال بالجزائر، والذي رفع شعار (الجزائر الحرة). وكان الاعتقاد الأشد في وسط هذا الجيل هو: ضرورة صهر العروق
الأوروبية فوق أرض الجزائر لتكوين شعب جديد - وظهر عدد من
(١) جوليوس كابون: (JULES CAMBON) ديبلوماسي إفرنسي؛ من مواليد باريس (١٨٤٥ - ١٩٣٥) أصبح حاكما عاما على الجزائر، ثم سفيرا لبلاده في برلين من سنة ١٩٠٧ إلى سنة ١٩١٤.