الكتاب والزعماء الذين عبروا عن هذا الاتجاه، لعل من أبرزهم (دانييل سوران)(١) الذي كان من رأيه:
(الجزائر غير فرنسا، ولو أن الجزائريين فرنسيون. فغدا أو بعد غد، ستكون الجزائر مستقلة. إن فرنسا ترزح على صدورنا دونما شفقة أو رحمة، وهي بذلك تدفعنا لسوء الحظ نحو المخرج المرعب، وسيأتي يوم لن تكون الجزائر هي فرنسا، هذا إذا لم تصبح عدوة لها). ولماذا لا يستقل الإفرنسيون المهاجرون إلى الجزائر؟ ألم يحصل الإنكليز الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة - على الاستقلال، وحاربوا الإنكليز ذاتهم بقيادة جورج واشنطن؟
وعلى هذا، فعندما عقد المؤتمر الاشتراكي الثالث، بحضور (جورس) سنة ١٨٩٥. تحدث الخطباء كثيرا عن اليهود، وهاجموهم بعنف، غير أن المؤتمر لم يتخذ توصيات محددة
(١) دانييل سوران: (DANIEL SAURIN) محام وصحفي، بدأ حياته فوضويا وكتب نشرة بعنوان (النظام عن طريق الفوضى) ثم انتهى إلى الإشتراكية. وأصبح في سنة ١٨٩٨ رئيسا لهيئة (سانت فانسان دوبول)، وزعيما للحركة المضادة للسامية، ثم منظما أساسيا في حركة الإشتراكيين الجزائريين. وهي الحركة التي ولدت في الجزائر في وسط الظروف الاقتصادية الصعبة. وكان ينكر على اليهود (اختلاساتهم واستخدامهم لرأس المال كوسيلة للضغط) غير أنه كان مضادا للسامية بقدر معادل لمعاداته للرأسمالية. وهو الذي نظم المؤتمر الاشتراكي الأول في قسنطينة سنة ثم ١٨٨١، ثم المؤتمر الاشتراكي الثاني في بونة. - عنابة - سنة ١٨٩٣ وبعد ذلك المؤتمر الاشتراكي الثالث سنة ١٨٩٥ في الجزائر.